ليس جديداً على غزة ما يجري في أرضها وسمائها وبحرها، منذ عدة أيام، فهذا موعد آخر مع حملة إسرائيلية أخرى غايتها تركيع الشعب الفلسطيني وإذلاله، لكن ليس أمام هذا الشعب الذي ذاق النكبة وما تلاها من نكبات متواصلة، إلا أن يثبت مرة أخرى صلابة عزيمته في المقاومة والتصدي ورفض العدوان. ليس للشعب الفلسطيني إلا قوته الذاتية وإصراره على البقاء أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية الرهيبة، وتحت الحصار وسياسة التجويع والتدمير اليومي المتواصل... لكن عليه كذلك أن يحافظ على تماسكه النفسي أمام الصمت الدولي الذي يصل إلى حد التواطؤ مع العدوان ومؤازرته. فهيئة الأمم المتحدة التي ما فتئت تذرف الدموع غزيرة على سكان دارفور، منحت ضميرها إجازة مفتوحة حين أزفت ساعة العدوان الإسرائيلي. أما العرب فيكفي أن نذكر أن خطابهم السياسي والإعلامي يتحدث عن "عملية" إسرائيلية في غزة، وكأن الأمر عملية تتطلب سقفاً أوطأ من الحياد في بروده، بل سلبيته! لذلك أقول، ليس للشعب الفلسطيني، وسط هذا البيات الشتوي الثقيل والممتد كليلة مظلمة في سجن كئيب، إلا سواعد أبنائه وإرادتهم المؤمنة بحتمية النصر وضرورة الدفاع والمقاومة! نجيب عساف - لبنان