أعتقد أن مقال الدكتور حسن حنفي "الدعوة بين الدين والحياة" المنشور هنا يوم السبت الماضي قد تناول موضوعاً في غاية الأهمية وهو ضرورة إعطاء معنى للدعوة يفيد الناس في حياتهم اليومية ويخدم اقتصادات المجتمعات الإسلامية. فنحن مأمورون بأن نكون أقوياء في حياتنا وأن نعطي القدوة الحسنة للناس كافة في أخلاقنا وسلوكنا وطريقة تعايشنا مع الآخر. وسأضرب مثالاً من أعمال الدعاة القدامى الصالحة، فالمسلمون الأوائل لم يجردوا جيشاً لفتح أفريقيا جنوب الصحراء، ولم يغزو إندونيسيا أو ماليزيا، وإنما انتشر الإسلام هناك عن طريق التجار المسلمين، حيث كان الناس يرون صدقهم وأمانتهم وكريم أخلاقهم وتسامحهم، فدخلوا في دين الله أفواجاً رغبة في هذا الدين الذي يهذب النفوس ويقوِّم الأعمال ويربي القلوب، ويهدي إلى سواء السبيل في الدنيا والآخرة. وما هو مطلوب من المسلمين اليوم للدعوة لدينهم ليس التعصب للذات والانغلاق عليها أو كراهية الآخر، وإنما تبصير الناس بحقيقة دين الرحمة والأخوة الإنسانية والمساواة، وأن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق، وليكون رحمة للناس كافة. ربيع شعبان – القاهرة