ثمة حكومات تملك الشرعية، لكنها بلا نفوذ في الواقع وعلى الأرض... وهناك حكومات لا تملك الشرعية القانونية والسياسية، لكنها تستمد شرعية من الواقع الذي تملك سلطة تغييره والسيطرة عليه... وثمة أيضا حكومات تملك شرعية كاملة ومجسدة على الأرض... فيا ترى إلى أي هذه الأصناف تنتمي حكومة الصومال المؤقتة؟! بطبيعة الحال ثمة ظروف استثنائية يمر بها الصومال منذ وقت طويل، وربما يجد فيها كل طرف ما يشاء من مبررات لشرعيته، لكن هذا لا يمنع من القول إن الحكومة الصومالية الحالية، وهي معترف بها من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي... تكاد لا تملك أي نوع من النفوذ خارج ذلك الاعتراف الخارجي! فطريقة اختيار مسؤوليها وتنصيب "هيئاتها"، والظروف الزمانية والمكانية والسياسية لتلك العملية، لا تتفق مع القواعد والأصول المتعارف عليها في كل الحالات. أما كونها ولدت خارج الصومال، وكونها لم تفلح بعد 6 سنوات على إنشاء هياكلها الورقية، في السيطرة على شبر واحد من البلاد التي تدعي الولاية عليها، فذلك مدعاة للتساؤل والشك، بل قل السخرية أيضاً! كريم عبده- أبوظبي