المتابع للأحداث الجارية على أرض الرافدين، يشعر أن الدم العراقي أصبح، على ما يبدو، ثمناً لابد أن يدفع لرحى الحرب الدائرة، ويستقر في ذهنه أننا نحن العرب دماؤنا رخيصة. وأكثر ما يدفع بنا للوصول لقمقم الزجاجة وللحظة الانفجار التي باتت في حكم المؤكد، أننا نعيش يومياً الجرائم والمجازر وهدر الدم العراقي وتتبعها وبشكل سريع ماراثوني نتائج يقال إنها لتحقيقات أجريت (إن كانت هناك تحقيقات كما يدعون ويشار إليها في وسائل الإعلام)، وذلك على خلفية هذه المجزرة أو تلك. ونحن على يقين أن كثيراً من الجرائم ما زالت في طي الكتمان ولم يحقق فيها لعدم قناعة الإدارة بمصداقيتها (فكلها افتراء حسب ادعائهم). وأهم النتائج التي يظهرها المحققون والتي باتت معروفة (البراءة التامة دون أي حق للمجني عليه في الاستئناف، خطأ غير مقصود، خطأ فردي لا يعمم على الجيش بأكمله، وأخيراً أن موت الأبرياء والأطفال هو ثمن الحرب الذي لابد أن يدفع)، ولا يهم على يد مَن. وإن تكرمت أميركا باعتذار مقتضب فلا بأس... والنتيجة قتل باسم القانون. فوزية الجنيبي- أبوظبي