لو كان لتداعيات مقتل "الزرقاوي" لسانٌ لصرخ: افهموا يا شيعة الخليج! أمين عام تجمّع علماء الشيعة في الكويت السيد محمد باقر المهري التقط نصف الإشارة، فشنّ هجوماً عنيفاً على "حماس" على خلفية نعيها "الزرقاوي" ووصفه بـ"شهيد الأمة"، معيداً إلى الأذهان تأييد "حماس" لصدام عندما غزا الكويت، واعتبار اعتقاله إهانةً للعرب والمسلمين، مطالباً بعدم دعم هذه الحركة التي تشجّع الإرهاب والإرهابيين، وأنه "حرام حرام حرام" شرعاً أن يعطي المسلم الشريف فلساً واحداً لها. وبرغم نفي "حماس" النعي إلا أن المتحدث باسمها قال إن "الزرقاوي" كان أحد رموز حركة تحرير العراق. ربما يقصد تحرير العراق من الشيعة والأطفال وإفراغه منهم. عموماً، "إخوان" الأردن عبّروا عن حزنهم وقدّموا تعازيهم نيابة عن باقي "إخوان" المعمورة باعتباره فرض كفاية. لكن السيّد الكويتي لم يلتقط النصف الآخر من الإشارة، فلو كان جائزاً مطالبته بعدم دعم "حماس" بسبب تشجيعها الإرهاب والإرهابيين، فضروري أن ينسحب هذا الكلام على النظام الإيراني المتحالف مع "حماس" باعتبار التحالف معها واجب تجاه "المستضعفين" وما هو إلا حصان طروادة لتوسيع دائرة نفوذ طهران. و"حماس" نفسها تفتخر بهذا التحالف موفدةً وزراءها لإيران لـ"تبادل الرأي والمشورة"، على ماذا، لا أدري؟ ناهيكم عن ممثلها الذي يأكل في طهران ويصلي الجمعة خلف "رهبر مسلمانان جهان". فإن كان شيعة الخليج يعادون "حماس" فالعداء نفسه يفترض أن يلحق بـ"الملالي" لأن: صديق عدويِّ عدويِّ. لا أحد يستطيع الزعم أن شيعة الخليج موالون للـ"ملالي" إلا بالقدر الذي يوالي فيه السنّة نظام "طالبان" المخلوع، أي باعتباره نظاماً دينياً يحكمه رجال دين يزعمون محاربتهم أميركا. والناس تأنس بالعمامة حتى لو كانت على رأس الضبع. فهي موالاة عاطفية من بعضهم باستثناء بعض الحالات والمواقف الاستفزازية كما حدث أثناء مظاهرة لبحرينيين شيعة رفعوا صورة "خامنئي"، مثلهم مثل بعض سنّة الخليج الذين يوالون "طالبان" عاطفياً، بل انضم إليها أفراد منهم. وحريّ بشيعة الخليج أن ينفضوا أيديهم عن "الملالي" وألا يأملوا منهم شيئاً إلا كما يحلم حالب التيس بالحليب، فإضافة إلى تحالفهم مع أصدقاء "الزرقاوي" الذي كفّرهم وولغ بدماء أخوتهم في العراق، فإن غالبيتهم يقلّدون "الخوئي" و"السيستاني" اللذين لم يبديا حماساً لولاية الفقيه التي استند إليها "الملالي" في نظامهم. أما المراجع الحكّام في إيران، فلا يقلّدهم في الخليج سوى سفراء إيران وسائقيهم، لأن الناس على دين ملوكهم. ومن يتتبع تاريخ "الملالي"، فإنه لن يعثر على ما يشير بوضوحٍ إلى اهتمامهم بالشيعة اللهم إذا كان في الأمر مصلحة للـ"ملالي" أنفسهم. فمثلاً، يأوون "حكمتيار" وأعوانه الذين يعتبرون عامّة الشيعة فسّاق وعلماءهم كفرة. ومعروفة علاقات "الملالي" بسنّة أذربيجان ضد الشيعة الآذريين الأقرب إلى تركيا السنّية. فالمسألة كما يقول أحدهم: سياسة في سياسة ومصالح وثمار وحمار ينفع للوصول على ظهره إلى الحقل. ولا أظن أن أحداً يعجبه أن يكون حماراً حتى لو كان الرّاكب "ولي أمر المسلمين". أحمد أميري