قد يعني التصعيد الأخير لعمليات حركة "طالبان" ضد القوات الأجنبية في أفغانستان، شيئاً في بابه من السياسة والأمن، وقد لا يعني أي شيء على الإطلاق. فما يظهر من زيادة في عدد وحدَّة الهجمات التي تنفذها الحركة، قد يكون مثل خلجات المحتضر ورفساته، لكنه قد يكون على العكس من ذلك، انعكاساً لحالة أقوى صارت عليها "طالبان" بعدما التقطت أنفاسها واستجمعت صفوفها ونظمت نفسها من الداخل طوال السنوات الأربع التي انقضت على إسقاط حكمها. ومهما يكن فالمؤكد هو أن فشل الجهود الدولية لإعادة إعمار أفغانستان، وما وقعت فيه الحكومة الأفغانية ذاتها من أخطاء وتبعية للقوات الأجنبية، هو الأساس وراء زيادة الناقمين الذين أخذوا يتعاطفون مع "طالبان"، حتى وإن اختلفوا مع كثير من أطروحاتها المتحجرة. وكما نتابع في وسائل الإعلام الأجنبية، فإن الزائر لأفغانستان هذه الأيام، لن تخفى على ملاحظته مشاعر الإحباط والخيبة التي أصبحت تنتاب الأفغان، فقد ضاع كل ما بنوه من أحلام على مرحلة ما بعد "طالبان"، وها هم يجدون أنفسهم مرة أخرى غرباء في وطن لم يتمثل بعد قيمة الإنسان وكرامته المقدسة، كما قال أحدهم على إحدى شاشات التلفاز! ذلك هو مربط الفرس في الحالة الأفغانية وما فيها من عقد وتعقيدات لم تزدها السنوات الأخيرة إلا تشابكاً! رضا محمد- الشارقة