مخاوف من "طالبان" أفريقية... و"كاميرون" يفصح عن أفكاره الثورية محاولة زعيم حزب المحافظين البريطاني ديفيد كاميرون إنشاء معارضة أوروبية، ودراما كأس العالم، وزيارة بوش الخاطفة للعراق، والتداعيات التي يمكن أن تترتب على سيطرة مليشيات المحاكم الشرعية على العاصمة الصومالية... موضوعات اخترناها لكم ضمن إطلالة أسبوعية على الصحافة البريطانية. "ثورة كاميرون": هكذا عنونت "الديلي تلغراف" افتتاحيتها المنشورة الأحد الماضي، والتي بدأتها بالقول إن الكثيرين لم يدركوا جوهر كاميرون الحقيقي ألا وهو الجانب الثوري فيه، الذي تبدى من خلال حقيقة أنه الرجل الذي يخطط لمنح الاتحاد الأوروبي شيئاً لم يكن موجوداً لديه من قبل، وهو المعارضة الرسمية وذلك حسب الوعد الذي قطعه على نفسه خلال الانتخابات التي جرت في بريطانيا في أكتوبر الماضي، والذي لقي فيما بعد معارضة من شخصيات مثل "أنجيلا ميركيل" و"نيكولا ساركوزي" وغيرهما من قادة أوروبا القديمة بسبب تهديده للاحتكار الأيديولوجي الذي تتمتع به تلك الدول على الساحة الأوروبية. وتتساءل الصحيفة ولكن ما الذي حال بين كاميرون وتحقيق الوعد الذي قطعه على نفسه في هذا الخصوص؟ وتجيب أن السبب في ذلك يرجع إلى أن كاميرون قد أوكل تحقيق هذه المهمة إلى "ويليام هيج" وزير الخارجية في حكومة الظل البريطانية الذي قرر الانتظار إلى أن يتحقق نوع من التحالف مع الأحزاب الأوروبية، وبهذا التوجه فإنه جعل وعداً غير مشروط بشيء في الأصل متوقفاً على عوامل تقع خارج سيطرة حزب "المحافظين"، وهو ما أدى من ناحية أخرى إلى توفير حافز قوي للأحزاب المتعصبة لفكرة الفيدرالية الأوروبية إلى بذل قصارى جهدها للحيلولة بين ذلك الهدف وبين التحقق. وكان الإجراء الصحيح في رأي الصحيفة هو أن يقوم "المحافظون" بوضع معيارهم الخاص الداعي إلى حرية السوق، ثم يقوموا بعد ذلك بدعوة الأحزاب الأخرى إلى الانضمام إليهم لا العكس. " ليست مجرد لعبة فحسب": ترى صحيفة "التايمز" في افتتاحية عددها الصادر الاثنين الماضي، أن البعض من غير هواة كرة القدم يحتجون من أن الاهتمام الطاغي من قبل أجهزة الإعلام بكأس العالم يجعلهم يشعرون بالاختناق، ينسون أن كأس العالم ليست مجرد لعبة. تقول الصحيفة إن النفوذ السياسي والقوة الاقتصادية ليس لهما مكان في هذا العالم فهناك دول صغيرة صعدت مثل أنجولا وتوجو، وهناك دول عظمى تتمتع بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن مثل روسيا والصين على سبيل المثال لم تنجح في التأهل. كما أن ربع عدد الدول الصناعية العظمى فشلت في أن تؤمن لها مكاناً وسط الفرق المتأهلة هذه المرة. كما أن أقوى وأعظم دولة في العالم لم تستطع الصمود أمام جمهورية التشكيك. وفي هذه الكأس تلتقي دول بينها ضغائن وحزازات تاريخية مثل اليابان وأستراليا، ودول كانت مستعمرة (بكسر الميم) وأخرى مستعمرة (بفتح الميم) مثل البرتغال وأنجولا، وهناك لاعبون يلعبون هذه الكأس تحت قميص موحد وبعد نهاية الكأس سيذهب كل منهم في طريق مثل أبناء كوسوفو والجبل الأسود وهناك مفارقات يمكن أن تحدث كأن يقوم نجاد مثلا بزيارة ألمانيا بحجة تشجيع فريقه، وهو يعلم أن ألمانيا دولة يعتبر فيها إنكار الهولوكوست جريمة تستوجب العقاب؟.. إنه عالم أو كأس عالم كرة القدم .. فمن ذا الذي يستطيع أن يدعي أنها لعبة مملة؟ " هل تتحول مليشيات المحاكم الشرعية إلى طالبان أفريقية": في تقريره من العاصمة الصومالية مقديشو كتب "كيم سينجوبتا" مراسل صحيفة الإندبندنت تقريراً في عدد الصحيفة الصادر الثلاثاء أول من أمس، جاء فيه أنه شاهد في شوارع العاصمة بعض أفراد مليشيات المحاكم الشرعية وهم يلوحون بالبنادق ويتباهون بأنهم المجاهدون الجدد، وأنه قد سمع روايات عن تسلل عناصر من "القاعدة" إلى العاصمة الصومالية. وأشارت الصحيفة إلى ما أعلنه الرئيس الأميركي جورج بوش من أنه لن يسمح بتحول الصومال إلى نسخة أفريقية من نظام "طالبان" في أفغانستان. وعلى الرغم مما أعلنه بوش فإن الصحيفة تقول إن الشيء اللافت للنظر ليس الفوضى، ولكن الغياب الملحوظ للبعثات الدبلوماسية، وموظفي الإغاثة أو رجال الدولة المسؤولين الذين يمكنهم معرفة ما الذي يجري بالفعل في الصومال. وتقول الصحيفة إنه على الرغم من خسارة أمراء الحرب الذين تدعمهم واشنطن أمام مليشيات المحاكم الشرعية، يمكن أن يؤدي إلى وضع حد للصراعات التي اندلعت بين هؤلاء الزعماء وتحقيق نوع من الاستقرار في هذا البلد المضطرب إلا أن الأمر المثير للقلق هو أن تلك المليشيات، وبعد أن قامت بالسيطرة على الشوارع بدأت تفرض على السكان سلسلة من الإجراءات المتشددة مثل إغلاق السينمات، ومنع مشاهدة مباريات كأس العالم في بعض المناطق مما يهدد بتحويل الصومال إلى أفغانستان أخرى. بوش يدعو نفسه لبغداد: تقول "الديلي تلغراف" في تقريرها المنشور يوم أمس الأربعاء الذي كتبه "أليك راسيل" مراسلها في واشنطن إن زيارة بوش التي قام بها أول من أمس إلى بغداد كانت مفاجأة إلى درجة أن رئيس الوزراء العراقي الجديد نوري المالكي لم يخطر بها إلا قبل خمس دقائق وجد نفسه بعدها يقف وجهاً لوجه أمام بوش الذي خاطبه قائلاً: "إنني لم أحضر هنا كي أراك فقط ولكن كي أقول لك إن أميركا عندما تعطي أحداً وعداً فإنها تفي بما تعهدت به". وترى الصحيفة أن بوش وبعد شهور من الانتكاسات في العراق قرر أن يستفيد من الزخم الذي تولد عن مصرع زعيم المتمردين أبو مصعب الزرقاوي ومن قبله تعيين وزارة جديدة، وأنه قد حاول جاهداً خلال الزيارة أن يعطي انطباعاً بأن الوزارة الجديدة التي جاءت إلى الوجود بعد ولادة عسيرة تقبض على زمام السلطة الآن وهو ما كان واضحاً في العبارة التي قالها لنوري المالكي "إن مستقبل بلادكم قد أصبح الآن في أيديكم". بيد أن مساعدي بوش قللوا من أهمية التوقعات التي ترى أن زيارة بوش للعراق تمثل نقطة تحول حاسمة في مجرى الصراع وأن كل ما تتمناه الإدارة في الوقت الراهن أن يتم الانتهاء من نشر 75 ألف جندي أميركي وعراقي في بغداد لتحقيق نوع من استقرار الأوضاع في العراق. إعداد: سعيد كامل