تحت عنوان "الاتحاد الأوروبي وتداعيات انفصال صربيا"، تطرق "تيموثي جارتون آش" إلى التداعيات الناجمة عن انفصال الجبل الأسود عن صربيا. وفي الحقيقة أن الاتحاد الأوروبي غير قادر على كبح التوترات العرقية أو انتعاش النعرات الإثنية في أي بلد من بلدان القارة العجوز، فتفكك يوغوسلافيا الاتحادية، وانقسام تشيكوسلوفاكيا إلى جمهوريتين، وانفصال الجبل الأسود، تطورات وقعت في ظل وجود الاتحاد الأوروبي. سبب التوترات العرقية هو الحقبة الشيوعية التي سادت معظم دول أوروبا الشرقية، والتي تعاملت مع الأقليات بقسوة، ولجأت إلى سياسات قمعية من خلالها تم كبت الأقليات. أوروبا الآن في حاجة إلى احتواء أية توترات عرقية محتملة، خاصة في البلقان، حيث لا يزال إقليم كوسوفو يناضل من أجل تغيير حالته القانونية وتحقيق الاستقلال عن صربيا. الحلم الأوروبي معرض الخطر، خاصة في ظل تنامي النعرات الإثنية، وخير وسيلة لاحتواء هذا الخطر، هي التأكيد على حقوق الأقليات، ومنع تفتيت الكيانات الأوروبية إلى دويلات صغيرة، لا تحقق سوى مزيد من الإزعاج للطامحين في تدشين ولايات متحدة أوروبية. ربيع عبدالدايم- الفجيرة