في مقاله المنشور بصفحات "وجهات نظر" يوم الاثنين الماضي، صب "أنتوني كوردسمان" انتقاداته لتقرير صدر عن وزارة الدفاع الأميركية نهاية الشهر الماضي، كون هذا التقرير يتجاهل الحقائق الراهنة في بلاد الرافدين. ما أود الإشارة إليه هنا أنه مهما حاولت وزارة الدفاع التغطية على كوارثها في بلاد الرافدين، فإن حقائق المشهد العراقي لم تعد خافية على أحد وليس بمقدور أحد التغطية عليها لا داخل الولايات المتحدة ولا خارجها. ولنتأكد دائماً من أن الحقائق عادة ما تبتلع الأوهام والادعاءات الزائفة. الأزمة العراقية بحاجة إلى مكاشفة يقوم بها الأميركيون سواء في وسائل إعلامهم أو في تصريحات ساستهم، المهم أن يعرف العالم الحقيقة... نعم الحقيقة فقط بلا رتوش! عماد موسى- الشارقة من المسؤول؟ تساؤل طرح نفسه بقوة على مجزرة "حديثة" التي طالت مدنيين عزل في بلاد الرافدين. انتهاك حقوق الإنسان أصبح هو العنوان السائد في العراق، سواء على يد القوات الأميركية، أم بين العراقيين أنفسهم، المهم أن حمام الدم يتواصل، وسيناريوهات الاغتيال والقتل العشوائي والإعدامات العبثية مستمرة. المسؤولية تقع على القيادات العسكرية الأميركية الموجودة داخل العراق، وعلى الجنود الذين لا يدركون أدنى معايير حقوق الإنسان، وعلى كل من علم بوقوع هذه الجريمة دون أن يبادر بفضحها في وسائل الإعلام، خاصة وأن الجريمة وقعت في نوفمبر الماضي ولم تتم إماطة اللثام عنها إلا أواخر الشهر الماضي. المجتمع الدولي مسؤول أيضاً عن عدم إدانة الجريمة داخل الأمم المتحدة. جريمة "حديثة" ستعصف بصورة الولايات المتحدة، وستضع المسؤولين الأميركيين في مأزق قد يمتد لشهور طويلة. لكن يبقى العلاج الأمثل للمأزق الأميركي الراهن هو تطمين العراقيين بأن القوات الأميركية لم تعد قوات احتلال غاشمة لا تميز بين المدنيين العزل والمسلحين الذين يستخفون بأرواح البشر عندما يرتكبون أعمالاً إجرامية، فقط لتحقيق مكاسب سياسية. إبراهيم زكي- العين