محمد وقار، آفي ولفمان- آرينت، يران ضيا، فيكتوريا ساندوفال، جاكلين أورليانا- فلوريس، إليزابيث بيكر، رامونا سنغ، أنجوا شاه، مايرا راموس، إيميلي كيت هانابيل، ناتاشا بيريز، سمير بول، إيكتا تانيجا، ليندن فونجساثورن، مايكل تساي، ناردوس تيكلبراهان، ماتيوس وندوسن... هذه الأسماء لطلاب وطالبات من مختلف الدول، حضرتُ يوم الاثنين الماضي حفل تخرجهم، حتى بدا الأمر وكأنه اجتماع للأمم المتحدة وليس لحفل تخرج في مدرسة ثانوية. شهادة التخرج من هذه المدرسة كانت لابنتي "ناتالي"، أما المدرسة الثانوية فهي مدرسة "مونتوغمري بلير" في منطقة سيلفر سبيرنج، بولاية ميريلاند. أما الحفل فكان مخصصاً لتوزيع الشهادات على 700 طالب. وبعد أن ظللت استمع لمدة ساعتين لأسماء هؤلاء الطلاب وهي تُنطق في الميكروفون فإنني بدأت أشعر بالإعجاب الشديد والتأثر بهذا التنوع المذهل في الأجناس والأعراق والأديان للطلاب المتخرجين. كنت أعرف أن مدرسة ابنتي متنوعة، ولكنني لم أكن أدري أنها على هذا القدر من التنوع. والأسماء المتنوعة المذكورة أعلاه والتي استخرجتها تواً من دفتر التخرج كانت نموذجاً لتنوع الأسماء الموجود في فصل ابنتي. وكان من الأشياء التي لفتت نظري أن الفصل كان يضم خمسة طلاب فقط اسمهم"سميث"، في حين أنني أذكر أنني عندما كنت في المدرسة الثانوية في مينوسوتا، كان يبدو لي أن هناك خمسة طلاب فقط ليس اسمهم "سميث". أخبرتني ابنتي أن أسماء الطلاب في فصلها صعبة النطق، وتلافياً لحدوث أي خطأ في نطق الاسم من قبل المشرف على توزيع الشهادات، فإن إدارة المدرسة طلبت من كل طالب أن يكتب الاسم وبجواره النطق السليم باللغة الإنجليزية. هناك الكثير من الأشياء المثيرة للقلق في الولايات المتحدة اليوم منها: حرب العراق التي تزداد سوءا بدلاً من أن تتحسن، وإدارة بوش التي سنظل ندفع ثمن تصرفاتها المالية غير المسؤولة لوقت طويل، ونظامنا التعليمي الذي لا يقوم بتخريج أعداد كافية من الشبان الأميركيين البارعين في الرياضيات والعلوم. ثم حاجتنا للعمل أكثر وبشكل أذكى حتى نحافظ على مستوياتنا المعيشية. ولكن لو كان هناك سبب واحد يدعو المرء لأن يظل متفائلاً بشأن مستقبل أميركا، فإن هذا السبب هو التنوع الهائل الذي تتميز به، والذي يعبر عنه أفضل تعبير خريجو فصل عام 2006 الدراسي في مدرسة "مونتغومري بلير"، والذي يثبت أن أميركا لا زالت قطباً جاذباً حتى اليوم. وعلى الرغم من أننا لسنا الدولة الوحيدة التي تضم خليطاً متنوعاً من السكان، فإن هناك شيئاً ما في مجتمعنا الحر، ونظامنا الاقتصادي الحر لا يزال يجتذب الآخرين. وأثمن ما نمتلكه من مزايا هو قدرتنا ليس فقط على اجتذاب صفوة المتعلمين والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، ولكن أيضاً اجتذاب أصحاب المهارات المنخفضة والطموحات العالية كذلك، وهذا ربما هو السبب الرئيسي الذي يجعلني غير مستعد حتى الآن للإقرار بأن القرن الحادي والعشرين هو قرن صيني. ففي رأيي أن الصينيين في أميركا لا يزالون قادرين على هزيمة الصينيين في الصين. وهذا التدفق المستمر من المهاجرين الأذكياء والسمر هو حقل نفطنا العظيم، الذي لن ينضب أبداً. فهذا الحقل معين لا ينضب من الطاقة والإبداع الإنساني. وأرى أن الكونجرس الأميركي ينبغي أن يتوقف عن مناقشة موضوع زواج المثليين، ويزودنا بإطار للمحافظة على التدفق الحُر للمهاجرين الشرعيين. والشيء الملفت للنظر إلى حد كبير بالنسبة لمدرسة "مونتوغمري بلير" أنها مجرد مدرسة عامة في ضاحية من الضواحي, وأنها ليست مصممة في الأصل كي تكون مدرسة متنوعة أو تضم عدة جنسيات. صحيح أنه يوجد لدى هذه المدرسة بعض البرامج الجذابة، إلا أن هذا ليس السبب الوحيد لجاذبيتها وإنما هناك أسباب أخرى تعكس البيئة المحيطة بها، وتعكس ما هو قائم في أميركا كلها: ثلث أميركي من أصول أفريقية، وثلث ثانٍ أميركيون من أصول لاتينية، وثالث أميركيون من أصول أخرى تنتمي إلى مختلف مناطق ودول المعمورة. وعندما انتهى الحفل، وقفت في انتظار ابنتي مع غيري من أولياء الأمور، وفي لحظة من اللحظات وجدت نفسي محاطاً بعائلات لم يكن أي منها يتحدث اللغة الإنجليزية. الصوت الوحيد الذي بدا مألوفاً لي وسط هذا الضجيج كان صوتاً جعلني أبتسم. لقد كان صوت أم أميركية من أصل أفريقي تقبض بيدها على شهادة ابنها وتقول: "هذه الشهادة هي شهادتي! وسأحتفظ بها"! وقالت هذه الأم إنها قد بذلت جهداً لا يقل عن الجهد الذي بذله ابنها من أجل هذا اليوم. فليباركها الله ويبارك قلبها! لأنني واثق من أنها تتحدث بالنيابة عن العديد من أولياء الأمور. ليس سهلاً أن يشاهد المرء حفل تخرج مثل هذا دون أن يفكر في أعدائنا في العراق وأفغانستان: "طالبان"، الإسلاميون المتشددون مثل أسامة بن لادن والزرقاوي، والأنظمة الرجعية التي تدعمهم. إن عقلية هؤلاء القوم مركبة بطريقة تجعلهم لا يفكرون في شيء سوى في "تطهير" العالم من الآخرين، أو من" الكفار" ومن كل "تنوع". وإذا استمر هؤلاء الناس في وحشيتهم فقد يكسبون الحرب في العراق، ولكنني لازلت أتمنى ألا يحدث ذلك، ولكنهم بالتأكيد لن يكسبوا المستقبل، لأنه بمجرد أن تنضب آبارهم، فإن مجتمعاتهم ستصبح قاحلة، أما آبارنا، فهي على النقيض من ذلك، ستكون مازالت مستمرة في الضخ. والدليل أمامنا واضح هنا في كشف أسماء الخريجين الذي يضم أسماء شديدة التنوع. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ينشر بترتيب خاص مع خدمة "نيويورك تايمز"