فاجأت أميركا العالم بقبولها التفاوض مع إيران، وذلك بعد فترة من الشد والجذب وتبادل التصريحات الساخنة. من جانبها ردت طهران بأنها تقبل التفاوض مع واشنطن دون التنازل عن حقها، في تخصيب اليورانيوم كشرط أساسي للدخول في تلك المفاوضات. وهكذا عادت أميركا إلى اقتراح الدول الخمس الرئيسية ذات الحق في استعمال حق "الفيتو"، إضافة إلى ألمانيا كدولة مهمة في الاتحاد الأوروبي، وهي الأطراف التي بعد محادثات أجرتها في النمسا اتفقت على أن تعدل إيران عن تخصيب اليورانيوم مقابل حزمة من الحوافز والتسهيلات الاقتصادية، ومنحها وبإشرافها يورانيوماً مخصباً للاستعمال في توليد الطاقة وفي الوقت نفسه التهديد بالعقوبات في حال الرفض ورفع ملفها إلى مجلس الأمن، وهو ما يأتي ضمن سياسة الجزرة والعصا. والسؤال المهم: هل تتضمن هذه العقوبات البند السابع الذي يسمح باستعمال القوة نتيجة لهذا الرفض؟ والمعروف أن كلاً من روسيا والصين تعارضان هذا البند. وهكذا يجد القارئ أن الانفراج في موقف أميركا ورفض إيران التنازل عن عمليات التخصيب يعود بنا إلى أجواء التوتر. منصف أبوبكر- أبوظبي