تعقيباً على ويليام فاف: في مقاله المنشور يوم أول من أمس الجمعة، وتحت عنوان "الوجه الفيتنامي لحرب العراق"، نشرت "وجهات نظر"، مقالاً للكاتب الأميركي ويليام فاف، وبعد قراءتي لهذا المقال، أرى أن القوة العسكرية لا تستطيع الآن وضع حد للتدهور الأمني في العراق، أو أفغانستان، ذلك أن الوجود العسكري الأميركي في هذين البلدين هو الذي يؤجج العمليات المسلحة ضد القوات الأميركية، أو قوات التحالف. الغريب أن واشنطن تسرعت في إعلان النصر سواء في العراق أو في أفغانستان، لأن سقوط حركة "طالبان"، ونظام صدام حسين، لم يكن يعني أن المسألة قد انتهت، وهو ما تدلل عليه عودة عمليات العنف إلى الأراضي الأفغانية، والتوتر الأمني في بلاد الرافدين. الأزمة العراقية، والمعضلة الأفغانية تقدمان دليلاً قاطعاً، على أن المعارك التقليدية القائمة على الأسلحة بصنوفها المتعددة، لا تضمن الاستقرار، ولا يمكن التعويل عليها لبناء الأمم، بل إنها محطة انتقال سريع، لا بد وأن يعقبها تحول سياسي قوي، لا مناص من تحقيقه إلا بكسب معركة العقول أولاً. منتصر إسماعيل- دبي