اعترف الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني علناً بأخطاء كثيرة وقعت قبل وبعد احتلال العراق, وأعتقد جازماً أن هذا الاعتراف بالأخطاء لم يأتِ رغبة من قبل بوش وبلير في أن يضيفا إلى فضائلهما فضائل جديدة،, بل إن تلك الاعترافات تمثل إعلاناً رسمياً على اتفاقهما على تنفيذ سياسة جديدة أو إجراء تحويرات جوهرية في سياسة قديمة. فإن التحليلات تذهب إلى أحد خيارين, أولهما هو الانسحاب المفاجئ للقوات الأميركية والبريطانية من العراق, وقد يبدو الحديث في هذا الخيار للوهلة الأولى ساذجاً وبعيداً، لكن اللعبة السياسية هي جهاز رادار ينبغي له أن يدور في كل الاتجاهات. فإذا شاء الله وحدث الانسحاب تكون مهمة "المستقوين بالاحتلال"، قد شارفت على نهايتها. أما الخيار الثاني، فهو محاولة الإدارة الأميركية تفعيل الحوار مع أطراف في الفصائل العراقية المسلحة الرافضة للاحتلال، وأخرى مناهضة أو متضررة من مجريات العملية السياسية، وهذا يعني حتماً استهلاك قائمة بأسماء مهمة، ينبغي أن يُلقى على ظهرها وزر الأخطاء التي اعترف بوش وبلير بوقوعها. د. وديع بتي حنا- السويد