أعتقد أن أول مهمة تنتظر الحكومة العراقية الجديدة هي استعادة الأمن أولاً وقبل كل شيء. فالبصرة التي كانت تعرف حالة من الاستقرار النسبي منذ اندلاع حرب 2003 ها هي الآن تشهد صراعات دموية بين مختلف الميليشيات، كما أن العبوات الناسفة والهجمات على القوات البريطانية في المدينة ازدادت بوتيرة ملحوظة خلال الفترة الأخيرة، وما يصدق على البصرة يصدق على مدن عراقية أخرى في الجنوب والشمال والغرب. ولذا فإن على حكومة المالكي أن تضاعف من جهودها لبناء إجماع وطني عراقي على مشروعها السياسي للخروج بالبلد من حالة عدم الاستقرار الحالية، لأن ذلك هو شرط نجاح أي جهد تنموي مهما كان نوعه. والمطلوب طبعاً من القوى السياسية العراقية من مختلف المذاهب والطوائف أن تضع مصلحة العراق ووحدته فوق كل اعتبار، وأن تسعى لتقديم المثل الأعلى في الدفاع عن المصلحة العامة، وفي تغليب صوت العقل والحكمة، على أي شيء آخر. وعند ذلك سيكون العراقيون جميعاً رابحين، وسيتمكن العراق الجديد من تجاوز المصاعب والمحن، بإذن الله. ناظم جواد - عجمان