ما من شك الآن في أن هناك من يريد أن يعبث بالأمن الفلسطيني، لكنه- ويا للمفارقة- ليس طرفا أجنبيا من خارجنا، بل هو من أبناء الشعب الفلسطيني ومن قواه المنظمة. فالتدافع الأمني الأخير بين "فتح" و"حماس" في قطاع غزة، هو الشرارة الأولى للعنف الداخلي! والخطورة هنا أن من يلعبون هذه اللعبة الخطرة، ليسوا تنظيمات صغيرة وهامشية في الحال الفلسطيني، وإنما هما أكبر فصيلين يملكان نفوذا شعبيا وقوة عسكرية على الأرض! لقد كان قرار وزير الداخلية بإنشاء قوة إسناد أمني جديدة، تتشكل في معظمها من منتسبي "حماس"، قرارا خطيرا للغاية ولا ينم عن مسؤولية! لكن موقف رئيس السلطة الوطنية، والذي رفض تشكيل القوة المذكورة وأعطى أوامر للأمن الوقائي بإطلاق النار ضدها، هو موقف أكثر خطورة من كل ما سواه، خاصة في وضعنا الحالي حيث يعم التوتر والارتباك سائر مناحي حياتنا، سواء بسبب تصعيد الاعتداءات الإسرائيلية، أو نتيجة لمؤامرة الحصار الخارجي المخزي ضد الشعب الفلسطيني! فهل من دور لحكماء وعقلاء الشعب في هذه اللحظة الفارقة؟ وائل قدورة- رام الله