أهم سمة تتميز بها منطقتنا العربية عن بقية دول العالم، هي الدرجة العالية من التسييس التي تعاني منها مجتمعاتنا. أحد أهم الأسباب تعود إلى الاستعمار الذي اتخذ من المنطقة، خلال القرنين الماضيين، موطئ قدم لنهب الثروات ورسم خرائط سياسية لدول المنطقة ضمن حصص استعمارية تتقاسمها القوى العالمية الكبرى فيما بينها وهو ما نراه في اتفاقية "سايكس بيكو". وثمة سبب رئيسي آخر هو الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، وهو السبب الذي يعرقل التنمية السياسية والاقتصادية في كافة أنحاء المنطقة العربية. وللأسف الشديد يتعامل المجتمع الدولي ببرود واضح مع الاحتلال الإسرائيلي، بل وتحاول منابر الإعلام الغربية، في أغلب الأحوال، تحويل القضية إلى مجرد توتر أمني بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وفي وجود بيئة إقليمية متوترة، يصبح من الصعب الانهماك في إصلاح سياسي أو اقتصادي أو تعليمي، بل إن الإنغماس في السياسة يطغى على غيره من مجالات تنموية، على شاكلة "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، والنتيجة تراجع التنمية على كافة الصعد. حسام محمود- أبوظبي