لاشك أن الصعوبات التي واجهت دولاً أوروبية كفرنسا وهولندا، عند الاستفتاء على الدستور الأوروبي الموحد، قبل أكثر من عام، أو موجة الاضطرابات العارمة التي شهدتها فرنسا جراء قانون مقترح للعمل، تشير إلى أن دول القارة الأوروبية لم تنخرط حتى اللحظة بشكل كامل في سياسات العولمة. فمن حين لآخر نشهد نزاعات تجارية بين دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، سواء ما يتعلق بسياسات حمائية من الجانب الأميركي أو الأوروبي، أو شكاوى من دعم حكومي يتلقاه المزارعون الأوروبيون أو شركات الطيران وغيرها، ما يشكل انتهاكاً لقواعد المنافسة العادلة في النظام التجاري الدولي. الواضح أن الدول الغنية هي الأخرى تعاني من أزمة تكيف مع سياسات العولمة، ما يعني أن الدول الفقيرة أو ما يعرف بدول العالم الثالث لا تعاني وحدها من أضرار العولمة. محمود سعيد- خورفكان