فضيحة في إدارة الهجرة البريطانية... وفلول "طالبان" تتوعد بلير فصل جديد في سلسلة فضائح الحكومة البريطانية، وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وولادة الجبل الأسود كدولة جديدة في أوروبا، وتهديدات قادة "طالبان" لتوني بلير... موضوعات نسلط عليها الضوء ضمن عرض أسبوعي موجز للصحف البريطانية. "فضيحة جديدة في إدارة الهجرة البريطانية": كشف التقرير الذي كتبته "صوفي جودشايلد" في "الإندبندنت" يوم الأحد الماضي، عن تفاصيل فضيحة جديدة في إدارة الهجرة البريطانية ترتب عليها إيقاف ضابط كبير بالإدارة عن العمل للتحقيق معه بعد اتهامات وجهتها له إحدى ضحايا الاغتصاب من زيمبابوي بأنه طلب منها ممارسة الجنس معه مقابل تقديم المساعدة لها للحصول على حق اللجوء إلى بريطانيا. وكانت فضيحة إدارة الهجرة المعروفة بفضيحة "الجنس مقابل اللجوء السياسي"، قد تفجرت بعد تقرير نشرته صحيفة "الديلي ميرور" جاء فيه أن بعض موظفي الهجرة العاملين في القنصليات البريطانية في الخارج كانوا يطلبون من المتقدمات للحصول على تأشيرة دخول لبريطانيا "خدمات" جنسية مقابل مساعدتهم على تخطي طوابير الانتظار الطويلة، ومنحهم التأشيرات. وعلى إثر ذلك التقرير فتحت وزارة الداخلية تحقيقاً في المسألة حيث تبين لها أن تلك الانتهاكات ليست جديدة بل إنها تعود لعام 1997 وأنه منذ ذلك التاريخ تم التحقيق في أربع حالات على الأقل ادعت النساء اللائي تقدمن بها أنه قد طُلب منهن ممارسة الجنس مع مسؤولين في الهجرة، إذا ما أردن الحصول على تأشيرات دخول لبريطانيا. وأعرب أعضاء البرلمان من المعارضة عن قلقهم من تعدد هذه الحالة التي يقول المراقبون إنها ستسبب إحراجاً شديداً لوزير الداخلية الجديد "جون ريد" الذي يعاني الآن من تداعيات فضائح أخرى في وزارته. "القوات البريطانية ستبقى في العراق أربع سنوات أخرى": حول هذا الموضوع، يدور تقرير "جرايم ويلسون" مراسل "الديلي تلغراف" في بغداد المنشور في عددها الصادر الاثنين الماضي. يقول المراسل إن هذا تقريباً هو فحوى الاتفاق الذي توصل إليه توني بلير بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي الجديد "نوري المالكي" لبحث الانسحاب المرحلي للقوات البريطانية من العراق، والذي صرح بعده بأن تشكيل الوزارة العراقية يمثل "بداية جديدة". وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب الاجتماع قال الزعيمان إنهما يتوقعان أن تتولى القوات العراقية مسؤولية الأمن في المحافظات والأقاليم بحلول شهر سبتمبر القادم. وقبل مغادرته إلى واشنطن لعقد اجتماع مع بوش أدلى بلير بتصريح قال فيه إنه يأمل أن تتحسن الأوضاع في العراق تدريجياً بدرجة تسمح للقوات المتعددة الجنسيات بالانسحاب تدريجياً خلال فترة تولي الوزارة الجديدة (4 سنوات). وعلى الرغم من أن بلير والمالكي قد أدليا ببيان مشترك أعربا فيه عن تفاؤلهما حول إمكانية البدء في تسليم المسؤوليات إلى القوات العراقية خلال أسابيع، إلا أنه لوحظ أنه (بلير) قد تجنب الإجابة على سؤال حول ما إذا كانت القوات البريطانية ستكون موجودة في العراق عند نهاية فترة ولاية الحكومة الجديدة، واكتفى بالقول إنه يأمل أن تتمكن هذه القوات من تسليم مسؤولياتها لقوات الأمن العراقية في المحافظات المختلفة بشكل متدرج وبطيء متحاشياً ذكر شيء محدد عن المدى الزمني الذي سيتم فيه ذلك. ولادة أمة": كان هذا هو عنوان افتتاحية "الجارديان" في عددها الصادر الثلاثاء الماضي، والتي بدأتها بالقول إن الدولة الجديدة التي لا يزيد عدد سكانها على 650 ألف نسمة ستكون واحدة من أصغر الدول المستقلة ذات السيادة في العالم، وإنه بعد استقلالها لم يتبقَّ هناك جزء من أجزاء يوغسلافيا السابقة لم يتحدد مصيره سوى إقليم كوسوفا، حيث تشير كافة الاحتمالات إلى أنه سيحصل على استقلاله، وهو ما يعني عندها أن عملية "بلقنة" البلقان ستكون قد استكملت. وبحسب الصحيفة فإن مسؤولي جمهورية الجبل الأسود الوليدة يقولون الآن إن بلادهم قد أصبحت أكثر استعداداً وجاهزية للانضمام للاتحاد الأوروبي خصوصاً، وهي تستخدم "اليورو" في معاملاتها بدلاً من العملة الصربية، ولا يوجد لديها متهمون بارتكاب جرائم حرب مطلوب تسليمهم. بيد أنه على الرغم من موقع الجبل الأسود وتاريخها العريق إلا أنها تعاني من الفساد، مما يعني أن رئيس وزرائها "ميلو جوكانوفيتش" سيكون مضطراً لتعديل سلوكه لاستيفاء معايير المساءلة والشفافية الأوروبية، وخصوصاً أن عاصمة بلاده "بودجيركا" تعج بالصفقات السرية، ورجال الأعمال الجشعين الذين حققوا ثروات طائلة من خلال تهريب السجائر، وممارسة أنشطة غسيل الأموال. وحسب الصحيفة، فإن الأولوية القصوى التي تواجه جمهورية الجبل الأسود في الوقت الراهن هي الإعداد لعملية فصل نظيفة ومنظمة بينها وبين صربيا، والتوصل لاتفاقيات بشأن ما سيتم تقسيمه بينهما، مع البدء بعد ذلك في الخطوات العملية لصياغة نمط جديد من العلاقات بينهما تحت المظلة الأوروبية. "لا ترسلوا أبناءكم هنا.. فسنقتلهم": كان هذا هو عنوان التقرير الخبري المنشور أمس في صحيفة "التايمز" والذي كتبه "طاهر الدين" و"تيم البوني" مراسلا الصحيفة في أفغانستان. يقول المراسلان إنهما قد التقيا صدفة بمقاتلين من "طالبان" على مسافة لا تزيد على 15 ميلاً من القاعدة البريطانية في "جيريشيك"، بينما كان هؤلاء المقاتلون يقومون بكل جرأة بنصب نقطة تفتيش على الطريق المؤدي إلى القاعدة البريطانية في "لاشكارجاه"، وأنهم قد أمروا السيارة التي يستقلها الصحفيون بالتوقف وطلبوا التعرف على شخصيتيهما. وعندما فعلا ذلك قال لهم قائد المجموعة إن هذه المنطقة هي منطقتهم "منطقة طالبان"، وإنهم لا يأبهون بالقواعد البريطانية الموجودة على مسافة 30 ميلاً إلى الجنوب من هذه النقطة، وإنهم يمثلون القانون في هذه المنطقة، وإنهم سينتقمون من "الكفار الذين احتلوا البلاد ومن الأفغان العملاء الذين يتعاونون معهم". وهو كما يقول الصحفيان نفس فحوى التهديد الذي سمعاه في موعد لاحق من اليوم من "الملا محمد قاسم فاروقي" قائد "طالبان" في مقاطعة "هلمند" في أول مقابلة يجريها عبر هاتفه الذي يعمل بالأقمار الاصطناعية من موقع سري مع وسائل إعلام غربية حيث قال لهما: "إن الرسالة التي أوجهها لبلير ولبريطانيا كلها هي: لا ترسلوا أبناءكم إلى هنا لأننا سنقوم بقتلهم، وإن وضع قواتي قوي في المنطقة وعددها قد وصل إلى 3000 رجل، وهناك آلاف غيرهم ينتظرون مجرد إشارة للانضمام لقوات التنظيم". إعداد: سعيد كامل