قرأتُ المقال الذي كتبه باسكال بونيفاس يوم أمس في هذه الصفحات تحت عنوان: "كرة القدم والسلام الدولي... الأبعاد السياسية والرمزية"، وقد أعجبني كثيراً تركيز الكاتب على أن الرياضة بطبيعتها هي عامل تقريب بين الأمم والشعوب، وليست عامل صراع أو مواجهة. ومثلما نجحت الرياضة في تحقيق اختراقات في نزاعات وبؤر توتر وقفت السياسة عاجزة حيالها فإنه ما زال في مقدور الروح الرياضية الراقية أن ترفد عالمنا هذا بالمزيد من دواعي التآخي في الإنسانية والسلام والتعاون والتنافس الشريف بين الدول والأمم. وأعتقد أن مقال الكاتب جاء في وقته تماماً بمناسبة قرب انطلاق فعاليات كأس العالم في ألمانيا، التي نتمنى أن يحقق فيها لاعبو الدولتين العربيتين المشاركتين، أي المنتخبان السعودي والتونسي، نتائج مُشرفة لكل العرب. ذلك لأن حدثاً دولياً بحجم كأس العالم هو من الأهمية والقيمة بدرجة يجب أن نستغلها كعرب للتعريف بأنفسنا وبثقافتنا وحضارتنا العريقة. وليس ثمة شك في أن كل الدول العربية التي شاركت إلى حد الآن في كأس العالم أعطت انطباعاً جيداً، وقدمت عروضاً كروية ممتعة. وعلى العموم فإن الرياضة، وليس السياسة، هي ما يوحِّد شعوب العالم، ويصقل الروح التنافسية العالية لدى الشباب، كما أنها تتيح أمامهم فرصة للتعارف والتفاهم، قد توفرها لا لهم السياسة. مسعود طاهر - العين