ابتُلي العراق وشعبه بالنفط منذ أن تم اكتشافه واستخراجه إلى يومنا هذا، حيث أصبح الشغل الشاغل للمستعمرين والحكام على حد سواء، وخاصة في زمن ديكتاتورية صدام التي جعلت من النفط سلاحها المهم في الإرهاب والقمع والحروب الداخلية والخارجية. حيث حول نظام صدام النفط إلى سلعة تُباع وتُشترى وتُهرب عبر الحدود من قبل أزلامه وحاشيته، وكذلك أصبحت مادة دسمة للرشاوى باسم الكوبونات النفطية الشهيرة. وحتى بعد سقوط بغداد، سارعت القوات الأميركية إلى وزارة النفط لحمايتها وحراستها، قبل أية وزارة أخرى أو أية مؤسسة مهمة. واليوم يعيد التاريخ نفسه من جديد، حيث تتصارع بعض الأحزاب حالياً حول من يحصل على الوزارة الدسمة، وزارة النفط. وهذا ما يعكسه الصراع والعراك الدائر بين القوائم الفائزة المختلفة، وحتى بين بعض الأحزاب والقوى المتحالفة داخل الائتلاف العراقي الموحد، حيث ينسحب هذا الطرف السياسي أو ذاك من الاشتراك في الحكومة العراقية الجديدة، بسبب عدم حصوله على وزارة النفط. وهذا أحد الأسباب التي أدت لعدم إعلان الحكومة العراقية الجديدة في موعدها، وكأن الحصول على هذه الوزارة من قبل هذا الحزب أو ذاك سيحل كل مشاكل العراق الثقيلة والمتراكمة منذ زمن النظام المنهار، ولا زالت دون علاج. ماذا ربح العراقيون من هذا النفط الذي أصبح مادة تملأ جيوب الحكام وأعوانهم ومرتزقتهم؟ والمواطن العراقي يعاني من الفقر والجوع والأمية والقمع والتشرد، باسم الدولة النفطية التي تشكل ثاني احتياطي نفطي كما يذكر. أين نفط العراق وأبناء بلاد الرافدين يقفون طوابير طويلة، للحصول على كمية محدودة من الوقود، وكأنهم في أفقر بلدان العالم؟ حمزة الشمخي- كاتب عراقي