الإقصاء الذي تعرض له التصوف وذووه في عدد من البلدان العربية طوال عقود متوالية، كان يمثل ظلماً تجاوز الحدود المقبولة ضد أحد التيارات المهمة في حياتنا الدينية والفكرية. وفي مقاله "لماذا يهاجمون الصوفية في الكويت؟"، "الاتحاد"، الأربعاء 17/5/2006، أظهر الدكتور عبدالحميد الأنصاري جانباً من ذلك الظلم الذي لم يفدْ أياً من طرفيه، أقصد المتصوفة أنفسهم إلى جانب الجماعات السلفية التي بالغت في تخطيء المبدأ الصوفي بل ذهبت إلى تكفير أصحابه أحياناً! إلا أنني أخشى أن يقع الدكتور الأنصاري، وهو ينتصر بموقفه ذلك للتصوف، في المحظور الذي عابه على السلفيين بشدة... فالحديث إذا ما جنح بعيداً عن ضوابط التوصيف الموضوعي الحيادي، يكون مآله محدودية التأثير في من يوجه إليهم الخطاب قبل غيرهم! أخلص من ذلك التشخيص العابر، والموجز جداً، إلى القول إنه لا مندوحة لنا جميعاً، كليبراليين وكمتصوفة وكسلفيين، من التعايش في إطار الروابط والضرورات التي تحتم ذلك، أما سباق التجريم والتخوين والتحريض... فلن يخدم في النهاية أي أحد منا مطلقاً! ياسر سعيد