لا يمكن لأميركا أن تعيش بدون الهجرة والمهاجرين. إنها بلد الفرص، التي تجذب المبدعين والنوابغ من كل البلدان ومن كل الجنسيات، وما على الباحث إلا أن يفتح أي موسوعة غربية حتى تظهر له بلدان المولد لكل تلك العقول. وهنا الآن قضية ساخنة أجازها الكونجرس مؤخراً تشدد على الهجرة المتسللة وغير القانونية حيث إن القانون الجديد يجرّم مثل هذه الهجرة ويحكم عليها حكماً قاسياً وتعتبر جريمة وليست مخالفة بسيطة مثل ما كان مطبقاً.
إن هذا القانون يعارضه الرئيس بوش من منطق أن غالبية هذه الهجرة موجودة للعمل الشريف بعرق جبينها، وصعوبة هذا القانون عند تطبيقه أنه يتجاهل العدد الهائل الذي بلغه هؤلاء المخالفون، إنه فقط اثنا عشر مليوناً! وجاءت آثاره في أفواج المتظاهرين في اثنتين وخمسين مدينة، خصوصاً في كاليفورنيا. وقد بلغت بعض التظاهرات الكبيرة حوالى نصف مليون مهاجر متظاهر.
وماذا كانت النتيجة؟ ببساطة أن آلاف المصانع والمزارع والمطاعم والدكاكين توقفت عن العمل. ما معنى أن يفقد هذا العدد الضخم عمله ويبقى عاطلاً؟ أليس في ذلك خطر اجتماعي واقتصادي؟
إن عدد هؤلاء المهاجرين كبير ومتنوع ولا يمكن حله بين عشية وضحاها، خصوصاً في المدن التي تقع في الغرب على ساحل المحيط الهادي. ويبدو أنه في بعض الأحيان يتم إصدار القوانين الأميركية دون التعمق في آثارها وخصوصاً تلك التي لا غنى عنها من الجهات التي لم يُحسب حسابها عن صياغة هكذا قوانين.
منصف أبوبكر- أبوظبي