أعتقد أن الكاتب باتريك سيل كان يستبطن نوعاً من التفكير الرغائبي حين كتب مقاله "أحادية أميركا وتحولات القوة الدولية"، المنشور في هذه الصفحات يوم أمس الاثنين، وذلك لأنه حاول جاهداً البرهنة على أن القوة الأميركية محدودة في عالم اليوم، وأن الإمبراطورية العظمى الأميركية لا تستطيع ترويض العالم لوحدها بحكم وجود منافسين اقتصاديين جديين لها على رأسهم الصين، وآخرين استراتيجيين مثل روسيا، كما أن ثمة الكثير من قوى الرفض والتمرد العالمية على الهيمنة الأميركية. غير أن واقع الحال يقول عكس ما ذهب إليه الكاتب. فنحن نرى العالم أجمع يسلّم بما تقرره واشنطن من قرارات في الأمم المتحدة، بل إن الإدارة الأميركية قامت منذ سقوط الاتحاد السوفييتي السابق بخصخصة للشرعية الدولية، وألحقت إرادة العالم بإرادتها ورغباتها ومصالحها الخاصة، شاء من شاء وأبى من أبى. وسبب ذلك واضح وهو قوة أميركا الاقتصادية الخارقة، وطبعا قوتها العسكرية التي لا مجال لمقارنتها مع أية قوة أخرى في العالم. كما أنها دولة ديمقراطية وذات خلفيات ثقافية وعرقية متنوعة تجعلها نموذجاً لمختلف أجناس العالم وثقافاته.
ظافر محسن – أبوظبي