قرأت المقال الذي كتبه الدكتور حسن حنفي وعنوانه: "أباطرة الإعلام وسدنة النظم"، والذي انتقد فيه بعض الإعلاميين الذين يتسلَّقون ويتقربون من الأحزاب الحاكمة وذلك لتحقيق استفادة شخصية لهم. وما أريد إضافته هو أن ممارسات هؤلاء تتعارض مع الغاية الجليلة التي يتعين على الإعلامي الشريف القيام بها في المجتمع. فرجل الإعلام يتعين عليه أن يبصِّر الجمهور بالمصالح العامة، وأن يضع أمامه الحقائق، ويقترح عليه تفسيراً لها من منظور موضوعي. أما السعي للخلاص الفردي، ولتحقيق مكاسب ومغانم شخصية، أو لتحقيق "برستيج" وسمعة زائفة باستغلال مهنة الإعلام، فهذا يتنافى مع شرف مهنة لا يتردد المشتغلون فيها عن تسميتها بمهنة المتاعب.
غير أن مقال الدكتور حنفي مع ذلك شابته من وجهة نظري مسألة عدم توضيح من الذي يدفع بعض الإعلاميين الانتهازيين الذين تحدث عنهم، إلى السعي لجني فوائد شخصية على حساب المبادئ. لاشك أنه لكي يوجد فاسد لابد من وجود مُفسِد، أي من يدفعه إلى أن يكون كذلك. وهو برأيي السلطة خاصة في الدول التي تكون الأحزاب الحاكمة فيها بحاجة إلى شراء أبواق إعلامية لتسويق سياساتها، وتقديم إخفاقاتها على أنها نجاحات.
عبد الكريم شعبان – الشارقة