عند التعامل مع إيران، أمام الولايات المتحدة خيارات، أحلاها مرّ، فهي إما أن تترك إيران وشأنها دونما لجوء إلى العداء معها، وهذا ما سيجعل إيران تفشِل المشروع الأميركي في المنطقة لأنه يتناقض مع مشروعها، كما سيجعل القدرة الإيرانية تتعزز يوماً بعد يوم بحيث لا يمكن القفز فوقها مستقبلاً إذا ما ملكت السلاح النووي.
وإما أن تلجأ إلى خيار العقوبات الاقتصادية وهو خيار له تكلفته حيث ستكون لهذا الخيار تداعياته الاقتصادية على الأسواق الأوروبية والأميركية، وعلى الشركات والمصانع هناك، وقد جرّب هذا الخيار في أكثر من منطقة ومع إيران تحديداً ولم يجْدِ نفعاً.
ويبقى الخيار الأخير المر والذي قد لا يكون ثمة بد من اللجوء إليه، وهو خيار الضربة العسكرية. ويبدو أن الاستعدادات للحرب الأميركية على إيران بلغت مرحلة متقدمة، وربما وصلت إلى مراحلها النهائية، ولم يبق سوى تحديد ساعة الصفر لتلك الضربة، وأن كل الأجواء الإيرانية والمحيطة بها تشير إلى ذلك، وما الاستعدادات الإيرانية سوى مؤشر بسيط على ما سيحدث في الأيام القادمة.
وائل نجم– بيروت