تحت عنوان: "عتبة جديدة: كون بخمسة عشر بعداً"، نشرت هذه الصفحات يوم الأربعاء الماضي مقالاً كتبه خالص جلبي وتحدث فيه عما اعتبره هو اكتشافات علمية مذهلة، من شأنها أن تقلب تصورنا عن العالم والكون وعدد القوى الفيزيائية المتحكمة فيه. وضمن تعقيبي على الكاتب الكريم، أريد أن أقول له إنه لا مجال للغة القيم والاحتفاء في مجال العلم أصلاً. كما أنه لا محل للوثوقية والإيمان بأية نظرية علمية ما "حقيقة"، مؤكدة. وتحضرني هنا كلمة لفيلسوف العلم الفرنسي غاستون باشلار الذي يقول "إن تاريخ العلم هو تاريخ أخطاء"، بمعنى أن كل نظرية اعتبرت في يوم ما حقيقة علمية، قابلة لأن أن يتم اكتشاف خطئها، وبالتالي تجاوزها. وباكتشاف خطأ النظريات يتقدم العلم، خطوة خطوة إلى الأمام. أما الإيمان بصحة النظريات واعتبارها حقائق أزلية أبدية، فهذا الأسلوب، من الناحية المنهجية والتصورية، غير علمي. وهو ما أرى أنا شخصياً أنه عادة لازمة في معظم كتابات د. خالص جلبي. حيث يأخذ كشفاً علمياً ما، أو افتراضاً، أو مُسلَّمة، أو حتى مصادرة على المطلوب، ويعتبرها فتحاً كونياً سيزلزل كل شيء. وهذه الطريقة فيها من الوثوقية غير العلمية شيء، ويمكن أيضاً أن تتهم بالتذهنية ومفارقة الواقع.
إسماعيل توفيق- أبوظبي