في مقاله "بكين بين خيْبة في واشنطن وترحيب في الرياض"، والمنشور يوم أمس على صفحاتكم الموقرة، يتحدث محمد عارف عن الاستخفاف الذي قوبل به الرئيس الصيني "هوجينتاو" خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، كتعبير من جانب المحافظين الأميركيين الجدد عن رؤيتهم الاستعلائية التي لا ترى في الآخر إلا ما هو كريه، فيما يغمرها الرضى الزائف عن ذاتها. لذلك "ليس هناك وصف أخف وقعاً لطلب واشنطن من بكين تحقيق الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، وكأن الصين هي التي قامت بأشنع حملات الاعتقال الجماعي، وتعذيب المحتجزين في غوانتانامو و"أبو غريب" وعشرات السجون السرية المبثوثة في بلدان أجنبية تجهل وجودها على أراضيها، أو أن الرئيس الصيني هو الذي أمر بغزو العراق، وأسر وقتل آلاف العراقيين، ودمر وسائل عيشهم وهياكل بلدهم الارتكازية، واستباح كنوز تراثهم...!".
وهنا يشير محمد عارف إلى الروح الأنانية التي لمسها "هوجينتاو" خلال لقاءاته مع أركان الإدارة الأميركية، والذين لم يتعودوا سوى على معاملة الدول بأسلوب الأمر والنهي. بيد أن الصين دولة تتمسك بكرامتها الوطنية دون توانٍ أو تهاون، وهي أكثر ثقة بذاتها من أن تستفزها سياسات اليمين الأميركي وأساليبه الاستعلائية.
شيماء نواف- لبنان