قرأت أمس الثلاثاء في هذه الصفحات مقالاً بعنوان: "التهيب العربي من الجامعات الأميركية" للكاتب جمال خاشقجي، وأعتقد أن ما ذكره من تخوف لدى الطلبة العرب من الالتحاق بالجامعات الأميركية العريقة، فيه نظر. فالطلبة العرب أثبتوا أكثر من مرة تفوقهم في أعرق الجامعات، شأنهم شأن غيرهم، من باب مبدأ المساواة بين جميع البشر، في العقل والذكاء والقابلية للتعلم. غير أن ما يعانيه الطلبة العرب من مصاعب في الالتحاق بالجامعات الأميركية، العريقة وحتى غير العريقة، يعود الآن، من وجهة نظري، إلى الصعوبات والعراقيل التي أصبحوا يواجهونها في الحصول على تأشيرات دخول إلى أميركا منذ أحداث 11 سبتمبر. لذا أصبح الكثير من النوابغ والمتفوقين من الطلبة العرب يبحثون عن جامعات في أوروبا أو آسيا بدل الجامعات الأميركية، التي لا يحصلون على تأشيرات للذهاب إليها أو للدراسة فيها، أو حتى إذا ذهبوا إلى هناك، قد يتعرضون للمضايقة أو التشكيك فيهم وفي نواياهم. ولذا يرى كثيرون منهم أن الأفضل بالنسبة لهم الآن هو عدم الدراسة في أميركا، من باب الابتعاد عن المشاكل التي هم في غنى عنها، ومصداقاً أيضاً للمثل الشعبي الشهير: الباب اللي تجيك منه الريح... سده واستريح.
أحمد شعيب - أبوظبي