عندما قرأت مقال الدكتور صالح عبدالرحمن المانع المعنون: "هل تصبح إسرائيل عضواً في حلف الناتو"، المنشور في صفحات "وجهات نظر" يوم السبت الماضي، وجدت أن الإجابة على هذا السؤال ليست "نعم" أو "لا" وإنما هي: "ولماذا؟". والسبب أن إسرائيل ليست في حاجة إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي طالما أن لديها من القنابل النووية المئات، ومن أحدث الطائرات كذلك. وطالما أن أشد طلباتها تطرفاً وأنانية ولا عقلانية، هي "أوامر" تتسابق الدول الغربية العظمى، وغير العظمى، لتلبيتها أولاً بأول، وبحذافيرها المملة، من هذه العين قبل هذه. بل إن الإسرائيليين العاديين يشعرون أحياناً بضيق من شدة تبعية بعض الحكومات الغربية للأجنحة المتطرفة في بلادهم. فإذا قال شارون إن الشهيد ياسر عرفات "ليس شريكاً في عملية السلام"، فهو كذلك، وتبصم عليها الإدارة الأميركية بالعشرة. وإذا قال أولمرت إنه "يفكر" في منع أموال الفلسطينيين عن حكومة "حماس"، تصدر بروكسل وواشنطن الأوامر حالاً.. حالاً لوقف المساعدات، دون قيد أو شرط. لقد أصبحت إسرائيل حقاً هي ابنة النظام الدولي المدللة. تتجسس على أميركا فتكافئها بالارتماء في أحضانها. وتلطم الأوروبيين على الخد الأيمن فيديرون لها الأيسر. ومن كانت هذه هي حاله، فإن الانضمام إلى منظمة فضفاضة ومنتهية الصلاحية كـ"الناتو" يعد مضيعة وقت بالنسبة له!
منصور زيدان - دبي