لا مناص من تغيير مواقف "حماس"... وأميركا غير مستعدة لأنفلونزا الطيور


 دعوة للتفكير في إقالة "ديك تشيني"، ومطالبة "حماس" بتغيير موقفها تجاه إسرائيل، ومستشفيات الولايات المتحدة غير مستعدة لمواجهة وباء محتمل لأنفلونزا الطيور، وأصداء زيارة الرئيس الصيني لواشنطن... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة أسبوعية سريعة على الصحافة الأميركية.


 "ليرحلْ تشيني"


 تحت عنوان "ولاية بوش الثالثة" نشرت "لوس أنجلوس تايمز" يوم أمس الأحد افتتاحية خلصت خلالها إلى استنتاج مفاده: إذا كان بوش المتخم بالمشكلات ليس أمامه سوى خيارات محدودة في الفترة الراهنة، فلماذا لا يتم إقناع ديك تشيني مهندس خطوات بوش الفاشلة بالتنحي عن منصبه؟". الصحيفة رأت أنه خلافاً لمعظم نواب الرؤساء في أميركا، لا يطمح "تشيني" إلى الترشح في انتخابات الرئاسة المقبلة عام 2008، لكنه لن يقبل التنازل عن بريقه السياسي ويستقيل من منصبه، رغم اعتلال صحته والسجال الدائر حول محاكمة "لويس سكوتر ليبي" مدير مكتبه. ومع ذلك، يمكن للرئيس بوش اختيار أحد أعضاء الحزب "الجمهوري" الكبار كنائب له، وفي هذه الحالة يرد اسم "بوب دول" خلفاً لتشيني، فـ"دول" ليست لديه أية مصلحة في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها عام 2008.


 "حماس" وضرورة التغيير


في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، سلَّطت "كريستيان ساينس مونيتور" الضوء على تعليق الولايات المتحدة وأوروبا المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، مشيرة إلى أن الخطوة الأميركية والأوروبية بدأت آثارها في الظهور، خاصة وأن الوعود التي أطلقتها إيران لمساعدة حكومة "حماس" لا تكفي لتلبية الاحتياجات المالية للسلطة الفلسطينية التي تصل إلى 150 مليون دولار شهرياً، كما أن الدول العربية غالباً ما تفشل في تنفيذ تعهداتها تجاه الفلسطينيين، ومن الصعب أن نتخيل أن التبرعات العربية المحدودة ستكون بديلاً عن مليار دولار هو حجم المساعدات المالية الأوروبية والأميركية التي تم تعليقها بعد وصول "حماس" إلى السلطة. الأميركيون والأوروبيون يطالبون "حماس" بالاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف والإذعان للاتفاقات الفلسطينية– الإسرائيلية السابقة، خاصة وأن استراتيجية الهدنة التي تنتهجها "حماس" تجاه إسرائيل معرضة للخطر، لأن تنظيمات فلسطينية أخرى كـ"الجهاد الإسلامي" و"كتائب شهداء الأقصى"، تواصل عمليات العنف، كما أن موقف "حماس" من العملية الأخيرة التي أودت بحياة تسعة إسرائيل، والتي وصفتها الحركة بأنها "دفاع فلسطيني شرعي عن النفس" يشير إلى أن اليد العليا للحركة لا تزال لجناحها المتشدد. لكن إذا كانت "حماس" تريد دعم الفلسطينيين وتتفادى وقوع اضطرابات اجتماعية جراء الانهيار الاقتصادي، فعليها تغيير موقفها عاجلاً وليس آجلاً. وتغيير المواقف أمر قام بها شارون وإيهود أولمرت عندما قررا الانسحاب من غزة وتشكيل حزب "كاديما" للانسحاب من بعض مناطق الضفة، وعرفات غير مواقفه عندما وقع اتفاقات "أوسلو" عام 1993.


الاستعداد لأنفلونزا الطيور


 تحت عنوان "التخطيط لأنفلونزا الطيور"، نشرت "واشنطن بوست" يوم الجمعة الماضي افتتاحية استنتجت خلالها أن خطط مواجهة انتشار المرض على نحو وبائي لم تجب على سؤال محوري ألا وهو: كيف ستتعاون المستشفيات الأميركية في هذه المسألة؟ الصحيفة أشارت إلى أنه خلال الأيام القليلة المقبلة ستصدر الحكومة الأميركية خطة عمل جديدة لمواجهة أنفلونزا الطيور، تركز هذه المرة على وضع دليل إرشادي للوكالات الفيدرالية تتصرف على أساسه في حال انتشار المرض، ومن بين إجراءات الخطة طبع النقود خارج أميركا في حال تعذر سك العملة داخلها. وحسب الصحيفة تتضمن الخطة ما يتعين على الوكالات الفيدرالية القيام به عند انتشار المرض، وهناك مهام أساسية في خطة الطوارئ الخاصة ببعض الوكالات بلغ عددها 400 مهمة، وهو ما وصفته الصحيفة بالرقم غير الواقعي. لكن لا تقدم هذه الخطة ولا الخطط السابقة إجابة أمينة على سؤال محوري مؤداه: ما الذي يجب فعله مع مئات الآلاف من المرضى، خاصة وأنه لم يتم إنتاج طعم فعال ضد أنفلونزا الطيور حتى الآن؟ وإلى أن يتم التمكن من إنتاج هذا الطعم، فإن ظهور فيروس مُعدٍ أو فيروس معدل جينياً لهذا المرض، ستظل احتمالات إصابة كثير من الأميركيين به قائمة، وفي هذه الحالة لن تكون المستشفيات الأميركية ولا أي مؤسسات طبية أخرى جاهزة لاستقبال المصابين بهذا الفيروس. صحيح أن ثمة خططاً لتدشين وحدات طبية متنقلة، لكن معظم المستشفيات الأميركية غير جاهزة لمواجهة المرض، فنصف غرف الطوارئ في الولايات المتحدة تعمل بكامل طاقتها أو فوق طاقتها، ويقول 80% من الأطباء العاملين في هذه الغرف إن مستشفياتهم غير جاهزة للتعامل مع وباء أو كارثة إرهابية، كما أن ثلث المستشفيات ترى أنها ل