ثمة الآن مؤشرات قوية على حدوث انشراخ في جبهة الحرب الأميركية ضد الإرهاب، فالمحور المحرك لهذه الحرب، وهو وزير الدفاع دونالد رامسفليد، لم يعد يظهر فقط بوصفه ترميزا في الشارع الاميركي للرجل الأكثر قساوة وانعدام رؤية، بل بات في أحاديث العسكريين الأميركيين أنفسهم ونخب البنتاغون صورة لوزير الدفاع الفاشل والمعتد بآرائه الخاطئة! دعك من تدني شعبية الرئيس جورج بوش إلى الحضيض بسبب غزوه العراق وما ترتب على ذلك من ضحايا وما كشفته تطورات السنتين الماضيتين من تزوير في المعلومات والأدلة التي قدمت إلى الشعب الأميركي لتبرير الغزو، فكل ذلك أضر بمكانة بوش في الشارع الأميركي أيما ضرر، لكن أنظر إلى الانتقادات المتزايدة في أوساط العسكريين الأميركيين لخطة الغزو وما انطوت عليه من أخطاء فادحة يحملون اللوم فيها لرامسفيلد! ولم يكن بيان الجنرالات الأميركيين الخمسة الأخير، حدثا منفردا وبلا معنى، ولكنه يأتي في سياق متنام من انعدام الثقة بين العسكريين الأميركيين وحكومة بلادهم، كل ذلك من حيث هو جانب من الانعكاسات الداخلية للحرب على الإرهاب، وما تشهده جبهتها الأميركية من تصدعات خطيرة.
خالد العجمي- الشارقة