بعقلٍ أفكاره واضحة وقلب عواطفه الوطنية والقومية صادقة، كتب الدكتور حسن حنفي مقاله على هذه الصفحات ليوم أمس متحدثا عن "انفراط العقد العربي"، وهو موضوع ذو شجون، لما يثيره في نفس الإنسان العربي من ألم وحسرة ونكد أن يرى وطن العروبة ممزقا تتناهشه الحسابات الضيفة والتدخلات الخارجية السافرة... وطنا توقف قلبه عن الحركة وذبلت أطرافه وتبخر ما بقي به من حياة... وطنا ترسم أوضاعه لوحة بألوان التخلف والتبعية والتمزق والهزيمة والاستبداد السياسي وضياع القيم وغياب الرؤى والأهداف! بالأمس ضاع الجزء الأكبر من فلسطين الغالية تحت رماح الصهاينة، وهم محميون بوعد بلفور وبقرارات الأمم المتحدة وبسطوة الغرب، واليوم يوشك العراق الأبي أن يضيع كله تحت سنابك الغزو الأميركي، فيما تنتظر سوريا حصتها مما سينال العرب قاطبة... حدث ويحدث ذلك على مرأى ومسمع من الجميع، لكن لا حياة لمن تنادي!
إلا أن الدكتور حنفي يحاول التشبث ببعض الأمل، فيستدرك قائلا: "رغم مظاهر انفراط العقد وتناثر حباته، إلا أن المقاومة ضد هذا التبعثر والتشتت العربي، شلل الأطرف وضعف القلب، تشتد كل يوم". لكن هيهات أن تعود الحياة لقلب مات أو شارف على الموت!
هدير أحمد- مسقط