"حملة" رئاسيات 2007 تبدأ مبكراً... والمواجهة الأميركية- الإيرانية أصبحت "وشيكة"!


دخلت الصحافة الفرنسية مبكراً ومن الآن في صلب الحديث عن انتخابات 2007 الرئاسية، وبدأت في تفحص سجلات المرشحين المحتملين لها. وفي العرض السريع التالي نستعرض بعض ما قالته صحافة عاصمة النور عن هذا الموضوع، إضافة إلى موضوعي تحدي الطاقة العالمي، والتحدي النووي الإيراني.


حملة انتخابية مبكرة


في مجلة لوبوان اختارت كاترين بيغار استعراض ما اعتبرته "عداوة" بدأت معالمها تتضح بين رئيس الحكومة دومينيك دوفيلبان ووزير داخليته، نيكولا ساركوزي، على خلفية طموحات ابني المعسكر الشيراكي للترشح لرئاسيات السنة القادمة. وقد عكست هذه "العداوة" بوضوح التصريحات الحالية حول طبيعة المسؤول عن أزمة "قانون العمل الجديد"، وهل لعب جناح ساركوزي دوراً في "التحريض" على خطة رئيس الحكومة، أم أن تجاهل هذا الأخير لنصائح وزير الداخلية "الحكيمة" هو الذي أدى إلى إخفاق الحكومة. وتتساءل بيغارد عن أثر هذه الأزمة بالجملة على حظوظ اليمين، وتحديداً الحزب الشيراكي الحاكم. أما صحيفة لوفيغارو، فقد نشرت مقالاً حللت فيه نتائج بعض استطلاعات الرأي الأخيرة، وجاء العنوان معبراً عما خلصت إليه النتائج، حيث يقول: "ظلال اليمين المتطرف تخيم على انتخابات 2007"، وكشفت الصحيفة أن ثلث الفرنسيين اعتبروا أن اليمين المتطرف "هو الأقرب إلى معالجة مشاغلهم وهمومهم". وقد جاء زعيم "الجبهة الوطنية" جان ماري لوبن في مقدمة زعماء اليمين المتطرف حسب الاستطلاع. وانتهز لوبن هذه المناسبة ليقول للصحيفة إن مجريات الأحداث الآن أكدت صحة ما كان يقوله في حملة 2002. والإشارة هنا إلى أحداث الضواحي العام الماضي، واضطرابات قانون العمل الأخيرة. أما في مجلة الإكسبريس فقد كتب رومان روسو مقالا بعنوان: "فيلييه هل يقصي لوبن؟"، استعرض فيه بعض مظاهر "الحرب القذرة" المفتوحة بين زعيم "الجبهة الوطنية"، ومنافسه في زعامة حركات اليمين المتطرف "فيليب دو فيلييه"، قائد "الحركة من أجل فرنسا"، حيث تمكن هذا الأخير من سرقة الكثير من أنصار لوبن، وقيادات حزبه، وأفكاره أيضاً، وقد شملت المواجهة بين الطرفين الشجارات والتشويش على المهرجانات الخطابية الشعبوية، كما امتدت حتى إلى تأليف الكتب، والكتب المضادة. أما في صحيفة ليبراسيون فقد تحدث "جان ميشيل تينار" في مقال رأي عن الزعيمة الاشتراكية "سيغولين رويال"، مؤكداً أن الشعبية العارمة التي تحظى بها الآن ستؤدي إلى استهلاكها واحتراقها إعلامياً قبل حلول موعد الانتخابات، مثلما حدث لمرشحين آخرين في حملات سابقة مثل أدوار بالادير وميشل روكار وغيرهما. وفي لوفيغارو غطى "رودولف جيسلر" حملة ترشيحات حزب "الخضر" مرجحاً أن يكون مرشح حزبهم إما الناشطة "دومينيك فوينيه"، أو منافسها "إيف كوشيه"، هذا على افتراض ترشيح الحزب لمرشح باسمه، وإذا لم يتحالف مع "سيغولين رويال" وزوجها "فرانسوا هولاند"، وهما زعيما الحزب الاشتراكي، أو مع الشيوعيين والتروتسكيين وبعض القوى الدافعة بترشيح الناشط اليساري المتطرف "جوزيه بوفيه".


تحدي الطاقة


 صحيفة لوموند نشرت افتتاحية بهذا العنوان تحدثت فيها عن دلالة ما وصلت إليه أسعار البترول الآن تزامناً مع تنامي الحديث دولياً عن بدائل الطاقة الحفرية، مبرزة أن هذا الارتفاع المتنامي لأسعار النفط يؤكد أن تحدي الطاقة العالمي أصبح مشكلة حقيقية لابد من إيجاد حلول خلاقة وفاعلة لها. ولئن كانت فرنسا تتبجح بأنها تعد من أوائل الدول التي اعتمدت على الطاقة النووية في توليد الكهرباء إلا أن هذا لا يجوز أن يحجب عنا حقيقة أن هذا لا يحقق سوى 17% من مجمل الطاقة المستهلكة داخل البلاد، حتى لو كان يشكل 78% من الطاقة الكهربائية تحديداً. ويبقى بعد ذلك تلازم "الحل النووي" الفرنسي للطاقة مع المخاطر الجمة التي يشكلها وجود كل هذا الكم من المفاعلات، وفي الخاطر هنا مأساة مفاعل تشرنوبل، التي تمر الآن على ذكراها 20 سنة. كما أن الطاقة النووية تطرح على فرنسا وألمانيا تحدياً آخر يبدو أنهما ترحِّلان إيجاد حل له إلى الأجيال اللاحقة، وهو كيفية التخلص من النفايات النووية المتراكمة. وتذهب لوموند أكثر من ذلك إلى أن أزمة مصادر الطاقة، رغم ما يقال عن الخيار الحيوي النباتي وغيره من مصادر بديلة، هي أزمة غد ذات خطورة بالغة على الاقتصاد العالمي في أفق العقود القادمة، خاصة أن قرب حلول عصر ما بعد البترول يبدو نوعاً من الحديث الرغائبي، أو التفكير بالتمني لا أكثر ولا أقل. وفي المقابل وفي مقال رأي آخر بلوموند دعا "نيكولا هيلو" و"جان مارك جانكوفيشي" إلى إعداد العدة أوروبياً لعصر ما بعد البترول! حيث أكد الكاتبان أن خطورة الوقود الحفري من الناحية المناخية لا يمكن التنبؤ بها الآن، غير أن المؤكد هو أن تحولات مناخية ستقع خلال القرن الحالي ت