لم يرافق الزيارة الحالية التي يقوم بها الرئيس الصيني "هو جينتاو" إلى واشنطن، صخب إعلامي واسع، كما هي العادة في زيارات لزعماء آخرين من العالم النامي إلى تلك المدينة العملاقة. ويؤكد ذلك مرة أخرى على الدبلوماسية الصينية الهادئة؛ خاصة أن "جينتاو" سيناقش قضايا خلافية مع القيادة الأميركية، بما في ذلك ملف الشرق الأوسط، والنووي الإيراني، والضعوط الأميركية على السودان وسوريا، والخلافات التجارية المزمنة بين واشنطن وبكين... فترى ما الذي يمكن لجينتاو أن يقدمه من تنازلات؟ وبأي قضية من قضايا الخلاف السابقة سيضحي؟ يبدو أن ثمة معادلة شديدة الدقة تحكم السلوك الصيني، بحيث يمكن لبكين أن تحدد مجالاً للتحرك المرن، دون أن تبدو كطرف يتخلى عن أصدقائه أو يلين أمام الهيمنة الأميركية المتعاظمة. ومع ذلك فالصين لم تستخدم حق النقض "الفيتو" منذ وقت طويل ضد مشاريع القرارات الأميركية العديدة التي تخالف رأيها! ولعل ذلك السلوك الصيني يجسد مثلاً عربياً منقرضاً: لا تكن ليّنا فتعصر ولا تكن صلباً فتكسر!
خليل إبراهيم- أبوظبي