في مقال بعنوان: "أسباب غياب الدور الأوروبي في الشرق الأوسط"، نشر هنا يوم الاثنين الماضي، تحدث الكاتب باتريك سيل عن دوافع غياب وعدم فاعلية الاتحاد الأوروبي في سياسته الخارجية وخاصة منها ما يتعلق بالشرق الأوسط، وأريد أن أقول له إن السبب الأول والأخير هو تبعية الأوروبيين العمياء للسياسة الأميركية. فرغم كثرة ما يقال عن قرب الأوروبيين من المنطقة وقدراتهم الخارقة على فهم تعقيداتها إلا أنهم في الحقيقة لا يستطيعون التصرف أو المبادرة في أي شيء يتعلق بالمنطقة العربية إلا بعد أن تأمرهم واشنطن بذلك. والمرة الوحيدة التي تصرفوا فيها من تلقاء أنفسهم هي حين استصدروا وعد بلفور وقرروا تصدير مشكلتهم مع اليهود إلى المنطقة العربية من خلال تأسيس إسرائيل على أرض فلسطين. وبعد ذلك سلموا المقود إلى الإدارة الأميركية وظل دورهم تكميلياً فقط لدورها، ولم يزد في أحسن الأحوال على دور الكومبارس من الناحية السياسية، وإن كان من الناحيتين الاقتصادية والأمنية منحازاً لإسرائيل بطريقة تجعل وساطة الأوروبيين في نزاعات المنطقة غير ذات جدوى لأنهم هم من سلَّح إسرائيل بالنووي، وهم من يصرف على جيشها وعربدتها، وهم من يوفر لها غطاء دولياً في المحافل الأممية، نتيجة عقدة الذنب التي يشعرون بها تجاه اليهود الذين اضطهدوهم لعدة قرون.
عادل محمود - الشارقة