تصورات "خاطئة" حول كارثة تشيرنوبل... وكوريا الشمالية ترفض العودة لـ"السداسية"


 التجارة محور العلاقات الصينية- الأميركية، وآثار التلوث الإشعاعي بعد عشرين عاماً على كارثة تشيرنوبل، وكوريا الشمالية ترفض العودة إلى المحادثات السداسية... موضوعات نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الدولية.


 زيارة هوجنتاو إلى أميركا


خصص "دينغلي شين" مقاله المنشور في "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية يوم السبت الماضي، للتعليق على الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الصيني "هوجنتاو" إلى الولايات المتحدة. الكاتب وهو نائب مدير مركز الدراسات الأميركية بجامعة "فيودان" الصينية، يرى أن هذه الزيارة ستختلف عن أية لقاءات ثنائية جمعت الرئيس الصيني بنظيره الأميركي، كونها تأتي في وقت وصل عجز الميزان التجاري الأميركي مع الصين –حسب إحصاءات خلال العام الماضي- إلى 200 مليار دولار، وهو ما يفسره البعض بضعف قيمة العملة الصينية "اليوان" مقابل الدولار الأميركي، الأمر الذي دفع بعض أعضاء الكونجرس لاقتراح قانون بمقتضاه يتم فرض تعريفة جمركية على الصادرات الصينية قدرها 27.5%. وحسب الكاتب، فإن عجز الميزان التجاري الأميركي مع الصين أكثر تعقيداً من مسألة سعر صرف العملة الصينية، فالعولمة عززت قدرة رأس المال على التدفق إلى الأماكن التي تحقق أعلى العوائد، خاصة في دول تعتمد على تشغيل العمالة الرخيصة، مما يفسر ولع المستثمرين الأميركيين بنقل مصانعهم إلى الصين، وأيضاً إقبال المستهلك الأميركي على المنتجات الصينية. وإذا كانت القضايا التجارية تتصدر أجندة اهتمام بوش و"هوجنتاو"، خاصة في المرات الخمس التي التقيا خلالها العام الماضي، فإن ثمة مجالات أخرى للتعاون المشترك حقق الطرفان فيها تقدماً، كما في مكافحة الإرهاب والاتجار في البشر ومحاولة إيجاد حل لبرنامج كوريا الشمالية النووي. أما في المسألة التايوانية، فإن موقف واشنطن الداعم لبقاء الوضع كما هو عليه في الجزيرة، يعد نقطة التقاء مع بكين. وبالنسبة للأميركيين، فإن هناك ثلاثة أمور جديدة تتعلق بالصين وردت ضمن استراتيجية الأمن القومي الأميركية هي: اتساع نطاق التجارة الصينية على الصعيد العالمي، وشفافية بكين في مجال الإنفاق العسكري، وعلاقة بكين ببعض الدول "الفاشلة"، لكن معالجة هذه الأمور ستكلف الصين ثمناً سياسياً باهظاً.


عشرون عاماً على كارثة "تشيرنوبل"


 "كالمان ميزيسي" مدير المكتب الإقليمي للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في أوروبا ودول الكومنولث، و"لويزا فينتون" المنسقة الرئيسية لدول منطقة القوقاز في البرنامج ذاته، كتبا يوم الأحد الماضي مقالاً بصحيفة "جابان تايمز" اليابانية، عنوانه "أساطير وتصورات خاطئة في كارثة تشيرنوبل"، وفيه أشارا إلى أنه رغم مرور عشرين عاماً على التسرب الإشعاعي من مفاعل تشيرنوبل والذي وقع يوم 26 أبريل 1986، تتواصل موجات التحذير من آثار الحادث على البيئة وصحة الإنسان، في المناطق المتضررة ببيلاروسيا وأوكرانيا وروسيا الاتحادية. لكن دراسات علمية رصينة أجريت لرصد هذه الآثار، توصلت إلى استنتاج مفاده أن الأضرار الناجمة عن التسرب الإشعاعي كانت أقل من المتوقع، ولا تزال ثمة دراسات يتم إجراؤها، لرصد ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان خاصة بين من عملوا في المنطقة المنكوبة بعد شهور من وقوع الكارثة، حيث توجد 5 آلاف حالة إصابة بسرطان الغدة الدرقية.


 الكارثة أسفرت عن معاناة حقيقية خاصة لقرابة 300 ألف نسمة تم ترحليهم من أماكنهم، لكن بالنسبة للخمسة ملايين نسمة، الذين يعيشون في المناطق التي تأثرت بالحادث -وهؤلاء يعتبرهم البعض "ضحايا تشيرنوبل"- لم تظهر أي آثار ملحوظة تثبت تضرر صحتهم، ذلك لأنهم تعرضوا لجرعات إشعاعية أقل، تشبه الإشعاعات التي يتعرضون لها بشكل طبيعي. الكاتبان توصلا إلى قناعة تتمثل في أنه بعد مرور عقدين على الحادث لم تعد المناطق التي وصفت بأنها ملوثة بالإشعاع جديرة بهذه الصفة، فباستثناء حالات سرطان الغدة الدرقية الذي تم علاج 98.5% منها، لم يعد بمقدور العلماء توثيق أي ارتباط بين مستويات الإشعاع في هذه المناطق وأية حالات مرضية. والخطر الآن يكمن في الخوف الذي يفوق ضرره الإشعاع نفسه، فسكان المنطقة المنكوبة يشعرون بأنهم تعرضوا للإشعاع وأنهم مرضى وأن أعمارهم قصيرة. السبب في ذلك يعود إلى الكتمان الذي ساد ردود فعل المسؤولين السوفييت آنذاك، فميخائيل جورباتشوف أدلى بأول خطاب متلفز عن الكارثة بعد أسبوعين من وقوعها، ما عزز أساطير ورؤى خاطئة حولها، وحال دون الحصول على معلومات موثوق فيها.


كوريا الشمالية وتعزيز أدوات الردع


 على صدر صفحتها الأولى، نشرت "البرافدا" الروسية يوم الخميس الماضي تقريراً، رصدت خلاله تهديدات كوريا الشمالية باستغلال تأجيل ال