من الواضح أن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط تمر الآن بمأزق، سببه الأحادية المفرطة في التعامل مع قضايا هذه المنطقة. صحيح أن واشنطن تمكنت من إسقاط نظام صدام، لكنها لم تحقق حتى بعد ثلاث سنوات من سقوط بغداد أي استقرار في بلاد الرافدين. والأخطر من هذا أن هذه الأحادية جعلت دولة كإيران تمضي قدماً في برنامجها دون الخوف من رد عسكري أميركي، لأن الولايات المتحدة مكبلة الآن في المستنقع العراقي الذي أصبح ساحة لممارسة النفوذ الإيراني. وحتى الصراع العربي الإسرائيلي، أسفر التحيز الأميركي فيه لصالح تل أبيب، عن فقدان الشارع الفلسطيني الثقة في أي دور أميركي عادل، ما جعل انتخاب "حماس" واقعاً على الأميركيين التعامل معه.
حسام مهني- الشارقة