عجيب موقف هذا المجتمع الدولي من حكومة "حماس". فهذه الحكومة التي ما زالت تلملم أوراقها، وبالكاد استلمت مقاليد ولايتها، ما الذي بيدها أن تفعله، حتى لا تفرض عليها الدول الغربية الحصار الاقتصادي؟ يريدونها أن تعترف بإسرائيل؟ ألا تعد مشاركتها أصلاً في انتخابات منبثقة عن مسار "أوسلو" اعترافاً صريحاً بعملية التسوية، بما يعنيه ذلك من تسليم ضمني بوجود هذا الكيان؟ أم يريدون من الفلسطينيين ألا يطلبوا أيضاً من إسرائيل مقابلاً لهذا الاعتراف؟ لتتوقف إسرائيل أولا عن قصف غزة بالمدفعية، وعن اغتيال الفلسطينيين بطائرات الأباتشي، وبعد ذلك ليطلبوا منهم ما يشاءون. لكن لا أحد في الغرب يتجرأ على الطلب من إسرائيل أن توقف قصف الأحياء السكنية بالمدفعية دون سبب. ولا أحد يستطيع أن يدعوها للكف عن الإرهاب. إنه عالم متناقض حقاً وغير منصف.
عبدالدايم محمود - الشارقة