أعتقد أن المقال الذي نشر في هذه الصفحات يوم السبت الماضي تحت عنوان: "أقوال المسلمين... وأفعالهم!"، بقلم د. حسن حنفي قد لمس بدقة بيت الداء في الثقافة العربية الإسلامية المعاصرة. وأعني هنا تحديداً ذلك الفصام الواضح بين الأقوال والأفعال. فالواقع في معظم الدول العربية الإسلامية يعبر عن نفسه بالفقر والجوع والتخلف والأوبئة، في حين أن الأقوال تركز على أن ثقافتنا عملت وأنجزت المستحيل، وحققت كذا وكذا من الإنجازات في الزمن القديم، وأننا نحن أول من اكتشف العلم الفلاني إلخ. والغريب أن القليلين في العالم العربي الإسلامي هم من يتفطنون إلى سير ادعاءاتنا في واد، وكون واقعنا في وادٍ آخر. وما لم نقم بالتوفيق والمواءمة بين الأقوال والأفعال سنبقى رقماً سابحاً خارج معادلات التقدم والحضارة في هذا العصر.
محمد عبد السلام - عجمان