من الواضح أن معاهدة حظر الانتشار النووي، التي صيغت أساساً لمنع انتشار الأسلحة النووية وكبح طموح البلدان الراغبة في حيازة الأسلحة النووية، أصبحت الآن في مهب الريح. فها هي كوريا الشمالية تعترف بحيازتها برنامجاً نووياً، وقبل أيام أعلنت إيران أنها تمكنت من تخصيب اليورانيوم. الباب أصبح مفتوحاً الآن على مصراعيه لوأد هذه المعاهدة التي تم إفراغها من مضمونها، وهذا لا يعود فقط إلى الدول التي تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، بل تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية عن الحالة التي وصلت إليها المعاهدة. على سبيل المثال، أبرمت واشنطن اتفاقاً نوويا مع الهند يقضي بتزويد الأخيرة بتقنيات نووية يفترض أنها ستُستخدم في إنتاج الطاقة، علماً بأن نيودلهي لم توقع على معاهدة حظر الانتشار النووي، فضلاً على صمت واشنطن عن الترسانة النووية الإسرائيلية، كل هذا يجعل العالم بحاجة إلى معاهدة جديدة من خلالها يضمن المجتمع الدولي درء خطر الأسلحة النووية.
إبراهيم مسعود – خورفكان