الوضع الراهن في بلاد الرافدين، يصعب وصفه، فتارة يسمي البعض دوامة العنف القائمة الآن في العراق بـ"حرب أهلية" ضروس، يرفض كثيرون الإقرار بوجودها. وتارة أخرى يركز الساسة والمحللون على أن ما يجري الآن حرب تشنها قوى التمرد على القوات الأميركية. هناك من يحمِّل الإرهاب مسؤولية انفلات الوضع الأمني في العراق، وهناك من يؤكد أن القوات الأجنبية تثير حفيظة العراقيين وتؤجج مشاعرهم الوطنية. وفي غضون ذلك تغرق البلاد في جدل سياسي حول الرجل الذي يجب أن يترأس حكومة عراقية جديدة. المأزق العراقي لم يعد خاصاً بالعراقيين والأميركيين فقط، بل إنه يهم الآن المنطقة العربية كلها، فاستمرار حالة عدم الاستقرار في العراق، سيفتح الباب على مصراعيه أمام تنظيمات إرهابية تجعل من العراق "أفغانستان جديدة". فهل يدرك العرب جيداً مدى خطورة تحول العراق إلى ملاذ آمن للإرهاب؟ ومتى ينهمك العرب بصورة أكبر في الشأن العراقي؟
مسعود عبدالدايم- الشارقة