على العراقيين أن يتخلصوا من بعض الأمراض التي أصابت الشخصية العراقية جراء الفكر الشمولي الذي خيّم على العراق أكثر من 35 عاماً، والتي يمكن إجمال أبرزها بمرضين؛ الأول، هو مرض "عبادة الشخص" الذي كرسته ثقافة نظام صدام، فهي تدمر مفهوم الرأي العام، وقبل ذلك، تسلب من الإنسان حرية الاختيار، إنه مرض يمنع المرء من الاختيار الحر، وبالتالي يحوله من متلقٍ ثقافي، يميز فيختار، إلى مستهلك ثقافي لا يعي كثيراً مما يقرأ، بسبب الأحكام المسبقة التي تكبله، جراء الانبهار بشخص سيد الموقف.
الثاني: إلغاء ثقافة الصورة والعنوان والأزياء والألقاب، التي كرسها نظام صدام ضمن موسوعة ثقافية فاسدة، والنظر إلى مَن يقول وليس إلى ما يقول، وتلك من أخطر ظواهر القمع الثقافي والفكري الذي تبتلى به أمة من الأمم.
والقضاء على هذين المرضين، سيساهم في صناعة جو ثقافي نظيف، في إطار الانفتاح الثقافي، الذي لا يعتمد القشور، وإنما يكرس المحتوى الثقافي في أبهى صوره، من خلال وعي المفهوم والتعصب للفكرة بدلاً من التعصب للشخص.
نزار حيدر- واشنطن