بعد السنوات العجاف التي مرت بها إيطاليا، وهي الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، والتراجع الاقتصادي الذي هدد حسب بعض المراقبين بانسحابها من الاتحاد، فضل الإيطاليون تغيير الطريق في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بعدما صوتوا لصالح "رومانو برودي" الدبلوماسي الأوروبي المخضرم وزعيم تحالف اليسار. مهام جسيمة وتحديات كبيرة تلك التي تنتظر "برودي" ينصب جلها على تحسين الاقتصاد الإيطالي واسترجاع عافيته. إيطاليا التي كانت في السابق رمز الاقتصاد الأوروبي لم يبرح معدل نموها الاقتصادي خلال السنة الماضية 0% وهو الأقل من نوعه في تاريخ إيطاليا، كما أنه أسوأ أداء يسجل بين جميع الاقتصادات الأوروبية التي وإن كانت تعاني هي الأخرى من صعوبات جمة، إلا أنها استطاعت الحفاظ على نسبة نمو ثابتة ولم تهوِ إلى مستوى العجز الإيطالي. الإيطاليون ملوا سياسات رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني الذي كثيرا ما زج ببلادهم في أزمات دبلوماسية مع جيرانها الأوروبيين بسبب تعليقاته غير الدبلوماسية، فضلا عن مواقفه المستفزة للعرب والمسلمين. ويبقى الأهم هو تعهد "رومانو برودي" بسحب القوات الإيطالية من العراق حال تشكيله للحكومة الجديدة، وهو ما كانت تطالب به الجماهير الإيطالية منذ أمد بعيد.
أحمد عبدالله - عجمان