في مقال "أميركا ومحاكمة النوايا" الذي نشر في صفحات "وجهات نظر" يوم السبت الماضي، تحدث الدكتور حسن حنفي عن مظاهر محاولة الإدارة الأميركية الحالية فرض إرادتها على الآخرين، إلى حد السعي للتغلغل في تجاويف النفس الإنسانية لمعرفة ثنايا وطوايا تفكير الناس، أفراداً ودول. والحقيقة أن وصول الرغبة الأميركية في الاستحواذ على العالم إلى هذه الدرجة ليس أمراً جديداً، فقد سبقته فترة المكارثية، داخل أميركا نفسها، حيث كان الناس، يحاكَمون ويعاقبون على النوايا، ويؤخذون بالشبهة، ولا يعطون أية فرصة للدفاع عن أنفسهم. والمشكلة أن هذه الممارسات التي أشاعها السيناتور سيئ السمعة مكارثي، بدأ مع الإدارة الأميركية الحالية، تعميمها على العالم بدل الداخل الأميركي. فواشنطن بعد أن خصخصت الشرعية الدولية، وألحقت إرادة الأمم المتحدة بإرادتها الخاصة، وجعلتها تعبيراً عن مصالحها، قبل أن تتنكر لها، بعد ذلك، قررت على ما يبدو أن محاسبة الآخرين على ما يفعلون ليست كافية، بل لابد وفق منطق الضربات الاستباقية، من محاسبتهم بسرعة على ما قد يفعلون، أي ما يختمر في نواياهم.
مكي أبو شوفة - دمشق