إسرائيل تنتظر حكومة غير مستقرة... و"حماس" تحت الحصار


السجال الدائر حول تشكيل حكومة جديدة في الدولة العبرية، والإمعان في إذلال الفلسطينيين من خلال الممارسات الإسرائيلية، واستراتيجية إيهود أولمرت إزاء "حماس"، ومساعي الفلسطينيين لاستصدار قرار أممي يدين اعتداءات الدولة العبرية على قطاع غزة... قضايا نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الإسرائيلية.


 


"الكنيست منقسم على نفسه"


بهذا العنوان استهل الكاتب الإسرائيلي "موشي آرينز" مقاله ليوم الثلاثاء في صحيفة "هآرتس" متطرقاً إلى التحديات التي تواجهها الحكومة الجاري التفاوض بشأنها حالياً في إسرائيل. والسبب، حسب الكاتب، يرجع إلى تركيبة "الكنيست" الجديد، التي أسفرت عنها الانتخابات التشريعية الأخيرة، حيث مكنت ثلاث كتل سياسية من السيطرة على السلطة التشريعية في إسرائيل متمثلة في حزبي "كاديما" و"العمل" إلى جانب حزب "شاس". والنتيجة كما يراها الكاتب انبثاق حكومة ائتلافية تفتقد للاستقرار وتطبعها الخلافات بين الكتل السياسية الثلاث. فرغم فوز "كاديما" في الانتخابات، فإنه لم يحصل سوى على هامش ضئيل تمثل في 29 صوتاً لا يمنحه القوة التفاوضية اللازمة لتشكيل الحكومة الجديدة. يضاف إلى ذلك أن حزب "كاديما" نفسه معرض لمشاكل داخلية بسبب تركيبته المتنوعة، حيث يتشكل من عناصر كانت تنتمي إلى أحزاب سابقة. ولعل أهم مثال على ذلك، كما يورده الكاتب، هو تكليف إيهود أولمرت لمعاونيه الشخصيين بإجراء المفاوضات مع الكتل السياسية لتشكيل الحكومة بدل تكليف أعضاء الحزب بذلك. ويشير الكاتب إلى الصعوبة الحالية التي تنطوي عليها عملية توزيع الحقائب الوزارية بين الأحزاب المختلفة، لاسيما الوزارات المهمة مثل الدفاع والمالية والتعليم التي تنصب حولها الخلافات وتؤثر في المستقبل السياسي والاقتصادي لإسرائيل. ولأنه من غير المرجح أن يحدث توافق سهل وسريع حول هذه القضايا يتوقع الكاتب حكومة غير مستقرة وحافلة بالاضطرابات.


 


"لا توجد مجاعة في غزة"


 كتب الصحفي الإسرائيلي "جدعون ليفي" مقالاً شديد اللهجة يوم الأحد على صفحات "هآرتس" ينتقد فيه طريقة تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين في قطاع غزة. إن ما يحتاجه الفلسطينيون حسب الكاتب ليس هو الغذاء فقط، أو رغيف الخبز لإشباع أطفالهم الجوعى، بل يحتاجون إلى ما هو أكثر من ذلك، إلى الكرامة الإنسانية التي تتعرض للانتهاك يومياً على المعابر الحدودية ومن خلال انتهاك حرمة المنازل. ربما لن تشهد غزة أو الضفة الغربية مشاهد الأطفال وهم يموتون جوعا كما اعتدنا على ذلك في بلدان أفريقيا، ذلك أن وكالات الإغاثة الدولية وإسرائيل لن تتركا الأمور تتدهور إلى ذلك الحد. وسيستمر الفلسطينيون في الحصول على أكياس الدقيق والأرز لتوفير الغذاء لأسرهم. لكن الكاتب يرى أن مجرد ربط حياة الفلسطينيين بأكياس الدقيق هو في حد ذاته إهانة لهم واختزال لإنسانيتهم في الخبز فقط. فالكارثة الفلسطينية ترجع في نظر الكاتب إلى عقود خلت قاسى فيها الشعب من مضايقات عديدة تمثلت في منع سكان غزة من الذهاب إلى الضفة الغربية. كما أن الأزمة الحالية ليست وليدة اللحظة بل تشير التقارير إلى أن معدل الفقر وصل بين سكان غزة إلى 56% في حين وصل في الضفة الغربية إلى 48%. ورغم خروج إسرائيل من غزة يعتبر الكاتب أن الخناق مازال مضروباً على الفلسطينيين ومازالت حريتهم ناقصة في ظل التشدد الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية.