طار الحليفان معاً، "رايس" و"سترو"، إلى العراق ليبلّغا رسالة واضحة وحاسمة، ترجمتها أننا بدأنا نفقد صبرنا وأنتم لا تزالون تتناقشون حول تشكيل الحكومة المقبلة، ولم تتوصلوا إلى اتفاق. والعقبة الكبرى أن ورقة إبراهيم الجعفري بدأت في الأفول ولابد من إزاحة الجعفري من رئاسة الوزراء، ولقد توصل الحليفان إلى نفس القناعة.
"سترو" كان واضحاً عندما صرّح بأن هذا البطء والتلكؤ وإضاعة الوقت لن تصبر عليه الأطراف الحليفة، وهي بالذات الولايات المتحدة وبريطانيا. قالها "سترو" علناً: نحن نسخر رجالنا كل يوم ونصرف الملايين على هذه الحرب لابد من حسم تشكيل الوزارة الذي أخذ وقتاً طويلاً جداً.
هل يدرك المتناقشون أن الضغوط الداخلية على هذين الحليفين تزداد وخصوصاً على توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الذي يواجه معارضة شديدة وصرخة مدوية بضرورة الانسحاب من العراق والخروج من هذه الورطة.
الحقيقة أن الحليفين جادّان في الخروج من هذه الورطة مع حلفائهما بالطبع الذين يخفضون من قواتهم بصورة مستمرة.
هنالك أسئلة صعبة وعديدة عن كيفية الانسحاب، وكيف يتم القضاء على الخلافات العميقة وإطلالة الحرب الطائفية إذا تم انسحاب التحالف الذي بدا وكأنه يفقد صبره.
منصف أبوبكر- أبوظبي