حرب أهلية في العراق... وعيوب تعتري الاتفاق النووي مع الهند


 


سلبية موقف إدارة بوش تجاه تشكيل حكومة عراقية جديدة، وبوادر حرب أهلية في بلاد الرافدين، والنقد يتواصل للاتفاق النووي مع الهند بعد طرحه على الكونجرس، وجدل حول رسالة الزهار إلى كوفي عنان... موضوعات نعرض لها ضمن جولة موجزة في الصحافة الأميركية.


ضغوط فات أوانها


خصصت "واشنطن بوست" افتتاحيتها يوم الثلاثاء الماضي للتعليق على زيارة وزيرة الخارجية الأميركية ونظيرها البريطاني إلى العراق، للضغط على ساسة هذا البلد من أجل تشكيل حكومة جديدة. الضغوط الأميركية والبريطانية جاءت في وقت متأخر، وعلى رغم أهمية التوصل إلى اتفاق سياسي بين العراقيين، اتخذت إدارة بوش موقفاً سلبياً، اعتمدت فيه بالكامل على سفيرها زلماي خليل زاد. كوندوليزا رايس وجدت أن الساسة الذين التقتهم تفهموا رسالتها واتخذوا خطوة في سبيل تدشين حكومة وحدة وطنية، تمثلت في إنشاء مجلس أمن وطني يضم كل الأطياف العراقية، ومع ذلك لا توجد أية مؤشرات على تجاوز معضلة اختيار رئيس وزراء جديد بدلاً من إبراهيم الجعفري الذي يرفض التخلي عن منصبه، كما لا توجد آلية مؤسسية لدى التحالف الشيعي لاستبداله، وهو ما يثير مخاوف عديدة من أن حدوث خلافات بين الأحزاب الشيعية سيسفر عن موجة عنف تفاقم التوتر القائم أصلاً في الشارع العراقي.


"رايس" و"سترو" أنهيا زيارتهما إلى العراق على أمل أن يمارس المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني نفوذه لإنهاء صراع السلطة في بلاد الرافدين، ما يعني أن الولايات المتحدة وبريطانيا بما لديهما من قوات منتشرة في ربوع العراق ليس بمقدورهما ممارسة ضغط كافٍ على الشيعة كي يقوموا بتغيير الموقف السياسي في البلاد من تلقاء أنفسهم. الصحيفة طرحت إمكانية تطبيق فكرة زلماي خليل زاد المتمثلة في عقد مؤتمر خارج العراق يضم كافة الأطياف في بلاد الرافدين، وهذا النوع من المؤتمرات تم تطبيقه سابقاً في الحرب الأهلية اللبنانية وفي حرب البوسنة، وذلك إضافة إلى "مجموعات الاتصال" التي استخدمتها واشنطن في أزمات سابقة. وإذا كانت هذه الخيارات صعبة بالنسبة للعراقيين، فلا تزال ثمة مدعاة لتجريبها.


حرب أهلية في العراق


هذا ما توصل إليه "دانيال شور" في مقاله المنشور بـ"كريستيان ساينس مونيتور" يوم الجمعة الماضي. الكاتب استدل على ذلك بإحصاءات صادرة عن مؤسسة "بروكينجز" الأميركية مفادها أن عدد القتلى في صفوف الجيش الأميركي بالعراق وصل خلال الشهر الماضي إلى أقل من 30 جنديا، بينما وصل عدد القتلى العراقيين في اليوم الواحد 75 شخصاً بينهم مدنيون وضباط شرطة. كما أصبحت بغداد، حسب أحد باحثي معهد "أميركان أنتربرايز" منطقة قتل لا يستطيع قادة العراق الاجتماع داخلها دون حماية أميركية". وضمن هذا الإطار وصف مراسل مجلة "نيويوركر" المشهد العراقي بأن "بغداد وغيرها من المدن ربما سيتم تقسيمها إلى قطاعات مُسيجة بالمتاريس، وأن حرباً أهلية في وسط المدينة ربما يتسع نطاقها إلى حرب إقليمية".


جدل حول الاتفاق النووي مع الهند


في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، علقت "نيويورك تايمز" على السجال الدائر ال