عجيب أمر الأسرة الدولية والقوى العظمى اللتين لا تكشران عن أنيابهما، ولا تفردان عضلاتهما المفتولة، ولا تلوحان ببندهما السابع العتيد، إلا إذا تعلق الأمر بدولة عربية، كما هو حال السودان وأزمة دارفور الحالية، حيث وقع الحديث من أول يوم عن وجود إبادة جماعية وتطهير عرقي، وابتلع الاتحاد الإفريقي الطعم سريعاً فراح يعد العدة للتدخل في شؤون السودان الداخلية بحجة أن هنالك من يقوم بتصفية عرقية لجزء من سكان دارفور، دون أن يتثبت أحد من حقيقة ما يجري، وهو في الحقيقة صراع أزلي بين أصحاب الماشية وأصحاب المزارع، وتعرف جميع دول الساحل الإفريقي صراعاً شبيهاً به، بين مختلف السكان، دون أن يتحدث أحد عن الشرعية الدولية والقانون الدولي والعدل والإنصاف ودرء التطهير وغير ذلك من كلمات الحق التي يراد بها باطل. حسناً ما دامت الشرعية الدولية حريصة على الإنصاف إلى هذا الحد، فلماذا لا تشمر عن ساعدها لتوقف دورة المذابح اليومية والقتل الانتقائي المزاجي والتجريف وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها العزل، التي يقوم بها الإسرائيليون يومياً، وتحت تغطية شاشات التلفزيون، ولا ينكرها أحد في الحكومة الإسرائيلية نفسها؟ إن هذه الانتقائية المكشوفة أفقدت القانون الدولي جزءاً كبيرا من ثقة الناس فيه.
آدم النور- خورفكان