مازال العراق يعاني من الفراغ السياسي وتعثر المفاوضات بشأن تشكيل حكومة جديدة رغم مرور عدة أشهر على ظهور نتائج الانتخابات التشريعية. ويبدو أن بعض الكتل السياسية العراقية لم تبلغ مرحلة النضج بعد إذ مازالت تقدم مصلحتها الضيقة القائمة على حسابات فئوية أو مذهبية على حساب مصلحة الوطن العليا التي يتعين إيلاؤها الأهمية القصوى في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها العراق. ويعجب المراقب وهو يرى تلك النخب السياسية التي روجت لخطاب الديمقراطية والانعتاق من استبداد النظام السابق، والتي جاء العديد من رموزها على ظهر أسنة الرماح الأميركية، أو كان لاجئا في المنافي البعيدة والقريبة، عاجزة عن تجاوز خلافاتها والتوصل إلى كلمة سواء تجمع بين كافة الحساسيات العراقية وتقطع دابر الفتنة والفرقة. الشعب العراقي من جهته يستحق أفضل من ذلك فهو انتظر لسنوات طويلة تحت نير الظلم والاستبداد وعندما لاحت تباشير عهد جديد أصيب بخيبة أمل كبيرة وهو يرى قادته الجدد ينشغلون بالجدل السياسي الذي لا تبدو له نهاية.
عادل محمود – الشارقة