يخطئ من يظن أن الدول الكبرى والولايات المتحدة على وجه الخصوص تتخلى عن أهدافها وخططها الاستراتيجية الموضوعة، بسبب عقبات أو مشكلات تصادفها على الطريق. فالأمر المؤكد أن واضعي الاستراتيجيات -وهم بالطبع من الخبراء المتخصصين- عندما يقومون برسم استراتيجياتهم وتحديد معالمها يضعون في حسبانهم أن تنفيذ تلك الاستراتيجيات سيصادف عقبات ويواجه مشكلات على المدى الطويل. وقد يجوز لنا أن نفترض أن هؤلاء الخبراء يضعون سيناريوهات للتغلب على كافة أنواع المشكلات التي ستواجههم، وإجراء تعديلات جزئية على تلك الاستراتيجيات، وفقا للأحداث الطارئة والظروف المتغيرة. ولكنني لا أتصور أنهم يتراجعون عن استراتيجية وضعوها أبدا.. وينبغي علينا ألا نتصور ذلك وألا نقفز إلى استنتاجات خاطئة بسبب قنبلة تنفجر هنا أو هناك، أو عملية تلحق ضررا محدودا بآلية أو مدرعة أميركية أو تقتل وتصيب عددا محدودا من الجنود أقول هذا بمناسبة التطورات التي تجري في العراق، واعتقاد البعض أن أميركا ستتخلى عن مشروعها هناك، وما كتب في الآونة الأخيرة عن نيتها في الاحتفاظ بقواعد دائمة في بلاد الرافدين. أحيانا يخطر على ذهني سؤال :هل هناك من يقرأ مثل هذه التقارير ممن يهمهم الأمر ... بالتأكيد هناك أجهزة مهمتها ذلك، ولكنني في قرارة نفسي لا أعتقد أنه تتم متابعة كل ما يكتب وكل ما ينشر. وقديما قال "موشى ديان" ما معناه أنهم قادرون دائما على هزيمة العرب لأن العرب لا يقرؤون وبالتالي لا يستفيدون من الدروس، ويميلون إلى تكرار نفس الأخطاء.
موفق كنعان- سوريا